بعد فشل الحلول الكيميائية في احتواء أسراب الفراشة حفارة أوراق الطماطم التي تهدد 700 هكتار من محصول الطماطم المتأخرة بولاية مستغانم، شرع المعهد الجهوي لوقاية النباتات بالولاية في توزيع حوالي 14 ألف فيرومون على الفلاحين تعتبر هذه المادة هرمونا يجلب ذكور الفراش إلى أفخاخ محكمة بمعدل 20 فخا لكل هكتار، يحوي كل منها على سائل ممزوج بمطهر حتى يقضي على ذكور الفراش، وبالتالي يمنع الدورة الحياتية لهذه الحشرة التي تهدد المحصول، حيث تقوم الفراشة حفارة الأوراق والتي يصطلح عليها علميا ب”توتا أبسولوتا” بحفر أنفاق داخل أوراق الطماطم حتى تقضي نهائيا على النبتة وثمارها. ويأتي هذا الحل البيولوجي بعد فشل الأدوية الكيميائية في تحقيق نتائج مرضية لقدرة هذا النوع من الفراش الليلي على التأقلم ولسرعة تكاثره، وهو ما يفسر ارتفاع سعر الطماطم العام الماضي إثر تسجيل دخول التوتا أبسولوتا إلى الوطن منذ ثلاث سنوات بعد أن انتشرت في البلدان المجاورة كالمغرب وإسبانيا، وتعتبر أمريكا اللاتينية موطنها الأصلي خصوصا في البيرو، كما يعمل المعهد الوطني لوقاية النباتات على البحث عن حلول بيولوجية أخرى بالبحث عن أنواع من الحشرات سريعة التكاثر يمكن أن تقضي على الفراش دون استعمال أي أدوية كيميائية. وقد أثبت الحل البيولوجي نجاعته على الطماطم التي تنتج داخل البيوت البلاستيكية حيث عرف العام الحالي ارتفاعا في الإنتاج أثر إيجابيا على مستوى الأسعار التي انخفضت إلى ما دون 20 دج للطماطم الموسمية في أسواق الجملة، ومن المنتظر أن لا يعرف سعرها ارتفاعا كبيرا خلال الأشهر القادمة بالنظر إلى الخطوات الاستباقية المتخذة وإدراك الفلاحين لمدى خطورة التوتا أبسولوتا إلى جانب توزيع المعهد الجهوي لوقاية النباتات للفيرومون مجانا. وتزرع الطماطم في مستغانم في كامل أنحاء الولاية وعلى طول السنة، حيث تنتشر البيوت البلاستيكية في بلديات عشعاشة وسيدي لخضر وأولاد بوغالم على الجهة الشرقية بينما تزرع الطماطم الموسمية في بلديات سيرات بوقيرات وماسرى على الجهة الجنوبية، فيما تزرع الطماطم المتأخرة في بلديات مزغران وحاسي ماماش وعين النويصي على الجهة الغربية مستفيدة من الرطوبة.