شرع المعهد الجهوي لوقاية النباتات بمستغانم، أول أمس، في إطلاق أعداد كبيرة من الحشرات التي تتغذى على يرقات الفراشة حفارة أوراق الطماطم، للقضاء على دورتها الحياتية، انطلاقا من بلدية خضرة شرق مدينة مستغانم، وتعتبر التجربة الأولى من نوعها وطنيا كوسيلة للوقاية البيولوجية، بعد النجاح النسبي لعملية توزيع فيرومونات خاصة للقضاء على ذكور الفراش خلال الأشهر الماضية، كما ينتظر تعميم العملية على كامل المناطق المعروفة بزراعة الطماطم على المستوى الوطني. تأتي هذه التجربة في إطار الأبحاث التي يقوم بها المعهد الوطني لوقاية النباتات للقضاء النهائي على أسراب الفراشة حفارة أوراق الطماطم، التي تسمى علميا بالتوتا أبسولوتا، والتي أجهزت العام الماضي على جزء كبير من محصول الطماطم، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها إلى مستويات قياسية، خصوصا بعد فشل جميع الحلول الكيميائية. وقد نجح اعتماد المعهد الجهوي بمستغانم على الحل البيولوجي في الحد من انتشار أعدادها بشكل ملحوظ بعد توزيع فيرومونات خاصة تجلب ذكور الفراش إلى أقفاص محكمة، وهو ما يفسر انخفاض أسعار الطماطم هذا العام بعد تقليص الكمية المتأثرة، إلا أن العملية لم تقض نهائيا على أسراب الفراش، ما شجع على تجريب حل آخر للوقاية البيولوجية، يتمثل في نشر أعداد من حشرة صغيرة لا يتعدى طولها 4 ملم، تدعى بقة النيزوبيو كوروس، تتغذى على يرقات الفراش ما يسمح بالقضاء عليها بمنع استمرار دورتها الحياتية. وقد اختير المعهد الجهوي لوقاية النباتات بمستغانم، كمركز للتجارب باعتبار الولاية معروفة وطنيا بزراعة الطماطم، إلى جانب الظروف المناخية المناسبة خلال هذه الفترة من السنة، والتي تسمح بنقل نبات الطماطم من المشاتل إلى البيوت البلاستيكية المنتشرة بكثرة شرق ولاية مستغانم، خصوصا في بلديات خضرة، عشعاشة وأولاد بوغالم، وقد شرع المعهد الجهوي بمستغانم في إنتاج بقة النيزوبيو كوروس التي جلبت من إسبانيا، بتهيئة محيط يسهل تكاثرها كما يسمح بتأقلم الحشرة مع المناخ المحلي. وقد حضر تجربة إطلاق الحشرات مفتشون مختصون في حماية النباتات جنبا إلى جنب مع بعض الفلاحين في أحد المزارع الخاصة ببلدية خضرة. وينتظر تعميم العملية في حال نجاحها على كامل التراب الوطني، وهذا بعد دراسة مدى تأثير التجربة على أعداد الفراشة حفارة أوراق الطماطم وجودة المحصول وكمياته.