يتحدث مقاتلو المجلس الانتقالي الليبي أنهم تمكنوا من السيطرة على %85 من مدينة بني وليد، بينما تشير آخر التقارير الإعلامية الميدانية بخصوص الأوضاع في ليبيا إلى أنهم يواجهون صعوبات كبيرة في مهمة القضاء على آخر جيوب مقاومة المواليين للقذافي تحديدا في مدينة سرت. أوضحت التقارير أن القذافي لجأ إلى اعتماد خطة جديدة للمقاومة ترتكز على استهداف الموارد المائية تحديدا “النهر الصناعي”، في هذا السياق نقلت وكالة “رويترز” للأنباء عن عوض البرعصي، وزير الكهرباء في حكومة المجلس الانتقالي الليبي قوله: “إن كتائب فلول القذافي المتمركزة في مدينة بني وليد، قامت بقصف خط نقل الطاقة الجهد العالي “400 ك فولت”. قالت صحيفة “الدايلي تيلغراف” إن حلم معمر القذافي لمدينة سرت الليبية “كنموذج لما يجب أن تكون عليه المدينة الإفريقية الحديثة”، تم تدميره بعد أن تحول وسط المدينة خلال الأسبوع الحالى إلى “أطلال بائسة”. وذكرت الصحيفة في تقرير إعداد مراسليها بين فارمر وروث شيرلوك من سرت، أن “مؤيدى القذافي الاشداء قاموا بمحاولة يائسة مدمرة لتأخير هزيمتهم التي لا مفر منها”، واصفة بقايا حطام المنازل بالمشاهد القاتمة التي شهدتها جروزني في فترة نهاية الحرب الروسية على الشيشان. ونقل تقرير “الدايلي تيلغراف” عن شاهد عيان يدعى أنيس فرج قوله إن المسلحين الموالين للقذافي أعدموا أمس أي شخص شكوا في تعاطفه مع قوات المجلس الانتقالى. وأضاف فرج الذي قال إنه نجا من تلك المذبحة “إذا شكوا في أنك معارض للقذافي سيقتلونك على الفور”. من جهتها، جدد الأممالمتحدة مخاوفها من مخاطر انتشار الأسلحة الليبية إلى إفريقيا الوسطى، مشيرة في آخر تقرير لها حول ملف الأسلحة الليبية إلى أن مئات الماليين من ليبيا بينهم مئات العسكريين الذين خدموا نظام معمر القذافي عادوا إلى مالي ومعهم أسلحة “ثقيلة وخفيفة”. ونقلت وكالة “فرانس براس” للأخبار عن سعيد جينيت ممثل الأممالمتحدة في إفريقيا الوسطى قوله: “مئات الماليين يعودون مع أسلحة وأمتعة بحالة فوضى ومشاكل في استيعابهم ما زاد من حالة غياب الأمن في شمال مالي”. وأكد أن هناك “أسلحة ثقيلة وصواريخ وأرتالاً من مئات السيارات بينها آليات رباعية الدفع مزودة أسلحة تجول بحرية” في شمال مالي. وأضاف أن وجود كل هذا “أصبح أمراً عادياً”. وقال: “ثمة زبائن محتملون لشراء هذه الأسلحة: تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وشبكات المخدرات، ونعلم أن هناك صلات متزايدة مع الجانبين”. هذا وكان مقاتلو المجلس الانتقالي في ليبيا أطلقوا حملة لتطهير العاصمة طرابلس من المسلحين الموالين لمعمر القذافي بعد معارك عنيفة بالرصاص أسفرت عن مقتل 3 أشخاص فضلا عن عشرات الجرحى، في اشتباكات اندلعت في العاصمة طرابلس مع انطلاق حملة للتفتيش عن السلاح وسحبها من السكان. ويرى المدنيون أن لديهم الحق في الاحتفاظ بالأسلحة من أجل مواجهة معركة العودة إلى الحياة الطبيعية، حيث الاشتباكات داخل العاصمة انتكاسة للنظام الجديد الذي يأمل بإعلان تحرير البلاد في غضون أيام، بعد أن يتمكن من السيطرة على سرت تماما ومن ثم الاستعداد للانتقال إلى حكومة انتقالية، وتقول وكالة “رويترز” أن حالة اللااستقرار بدأت تشكل امتعاض المدنيين الذين لم يخفوا قلقهم من ضعف سيطرة المجلس الانتقالي على تسيير الأمور مع ارتفاع معدلات العنف وضعف الامتدادات الغذائية وتفشي الظواهر الاجتماعية الخطيرة في مقدمتها السرقة وحرب العصابات والانتقام.