شنت المعارضة الليبية المسلحة، هجومها تقول إنه النهائي، على مدينة سرت مسقط رأس العقيد معمر القذافي وسيطرت على محور رئيسي في المدينة، كما سيطرت على مدينة تقع على بعد خمسين كيلومترا جنوبي مدينة بني وليد التي تحاصرها بعد مفاوضات مع السكان. وبموازاة المعارك العنيفة التي تخوضها المعارضة المسلحة مع الكتائب الموالية للقذافي للسيطرة على وسط المدينة، اجتاح حشد من قواتها معززة بالأسلحة الثقيلة حيا سكنيا على الطرف الجنوبي لسرت. وذكرت وكالة رويترز أن قوات المعارضة اضطرت إلى اتخاذ سواتر من النيران الكثيفة التي أطلقتها عليهم القوات الموالية للقذافي المختبئة في مجمع من البنايات السكنية، مشيرة إلى أن اثنين من مسلحي المعارضة قتلا وأصيب ثلاثة آخرون في تبادل لإطلاق النار. من جهتها قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن المعارضة المتقدمة من جهة الشرق سيطرت على طريق ذي اتجاهين يؤدي إلى القسم الجنوبي من سرت، و خاضت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة مع عناصر الكتائب. وتابعت الوكالة أن المعارضة تقدمت انطلاقا من ذلك الطريق إلى وسط المدينة، التي يرجح أن بضع مئات من العناصر الموالية للعقيد القذافي قد حوصروا فيها، ونحو مجمع واغادوغو. ونقلت عن قائد ميداني للثوار أنهم يتقدمون في حي الموريتان، وأنهم اضطروا للتريث تجنبا لإلحاق الضرر بالأسر العالقة وسط القتال. بدوره قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل إن معركة شرسة تدور حاليا في سرت "وغالبا ما تكون المعارك الأخيرة الأكثر قساوة". على حد قوله . وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيري الدفاع البريطاني والإيطالي في طرابلس أن "مقاتلي المجلس الانتقالي يواجهون قناصة يتمركزون في نقاط مرتفعة داخل سرت"، مشيرا إلى أن 15 قتيلا و180 جريح من عناصر المعارضة المسلحة سقطوا الجمعة فقط، مطالبا المجتمع الدولي بتقديم المساعدة للعناية بالجرحى. من جهة أخرى أفادت مصادر إعلامية، بأن المعارضة سيطرت على مدينة تيميناي التى تقع على بعد خمسين كيلومترا جنوبي مدينة بني وليد بعد مفاوضات مع السكان.
وتأتي سيطرة المعارضة على المدينة بعد إعلانها إحكام حصار بني وليد التي تشكل مع سرت آخر معاقل القذافي، إلا أنها قالت إنها أرسلت وسطاء لحقن الدماء قبل شن هجوم نهائي على المدينة التي يعتقد أن سيف الإسلام القذافي متحصن فيها مع موالين لوالده. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية أمس الأول، عن قائد ميداني للمعارضة المسلحة أنهم طلبوا من الوسطاء اجتماعا مع أعيان قبائل بني وليد لإقناعهم بتسليم المدينة دون قتال في غضون يومين. وكانت المعارضة، استقدمت تعزيزات إضافية من المقاتلين والآليات الثقيلة استعدادا للهجوم النهائي. وأوقفت هجوما شنته الشهر الماضي على المدينة بعدما واجهت مقاومة عنيفة. وكان مسؤول عسكري أمريكي إن قادة عمليات حلف شمال الأطلسي يَعتقدون أن كتائب القذافي باتت على وشك الهزيمة بعدما فقد القذافي السيطرة على مقاتليه. وقال المسؤول في تصريح صحفي إن ضباطا في الحلف أبلغوا وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا بهذه المعلومات في اجتماع جمع الطرفين في نابولي الجمعة، وأضاف أن القذافي "لم يعد له فعليا أي سيطرة على القوات العسكرية الموالية له". واعتبر المسؤول أن مصير معركة سرت سيحدد بشكل كبير مستقبل الهجمات الجوية التي يقوم بها الحلف الأطلسي، وأكد أن "المجلس الوطني الانتقالي قادر على السيطرة على كامل البلاد، غير أنه لا يزال بحاجة إلى تحسين قدراته التنظيمية". يذكر أن وزير الدفاع البريطاني ليم فوكس من طرابلس إن حلف الناتو سيواصل عملياته العسكرية في ليبيا إلى أن يتم القضاء على التهديد الذي تشكله بقايا نظام القذافي.