ريتشارد هاس الخبير الأمريكي: ”سقوط سرت وبني وليد ضوء أخضر لمعارك طويلة” كثف ”مقاتلو” المجلس الانتقالي الليبي، من العمليات العسكرية على تخوم مدينة سرت وبني وليد المحاصرتين منذ شهرين، واستخدم مسلحو الانتقالي في مهمة القضاء على العقيد معمر القذافي جميع أساليب الهجوم بما فيها الإعلامية كما نصح المجلس الانتقالي سكان سرت إما بمغادرة المدينة أو البقاء في بيوتهم وعدم المقاومة، بينما لا يزال المواليين له يبدون مقاومة ”حادة” تستمر معها معانة سكان وأهالي سرت بعد أن باتوا حديث التقارير الطبية والصحية لدى منظمات حقوق الإنسان والهلال الأحمر. لا تزال مسألة حماية المدنيين في سرت وبني وليد تشكل هاجس كبيرا مع استمرار تكبد مسلحي المجلس الانتقالي الليبي من جهتهم الخسائر البشرية في مهمة تطهير سرت من الموالين للقذافي. وبات المجلس عاجزا في مهمة نقل المصابين وعلاج الجرحى، نظرا لارتفاع عددهم وهو ما دفع ببعض الليبيين إلى اتهام محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي الليبي، باعتماد ”المحسوبية” في معالجة الجرحى، خصوصا الذين يصلون إلى بنغازي. وقالت تقارير ليبية إن نزاعا شديدا تفجر بين شخصيات من المجلس الانتقالي في المدينة بسبب التفريق بين الجرحى والمصابين في الرعاية وفرصة التسفير إلى الخارج. وفي التفاصيل، قالت التقارير إن جبريل تدخل لنقل بعض المصابين من أقاربه إلى الأردن للعلاج، على حساب حالات أكثر خطورة بقيت مهملة في مستشفيات المدينة المعروفة بخدماتها الضعيفة. وانقسم قادة المجلس العسكري الليبي حول كيفية ”تحرير سرت”، وكان المقاتلون من قوات المجلس الانتقالي قد تلقوا أوامر بوقف القصف المدفعي والصاروخي لأن نيرانهم أصابت رفاقا لهم كانوا يتقدمون على بعد بضعة كيلومتراتو حافظا على أرواح العائلات التي لا تزال عالقة داخل المدينة، لكن قادة آخرين توجهوا نحو مواصلة المعارك. وقالت رويترز أن قوات الحكومة الليبية المؤقتة سيطرت على المستشفى الرئيسي في مدينة سرت، وألقت القبض على أكثر من عشرة مقاتلين موالين للقذافي الذين استخدموا المباني لإطلاق قذائف مورتر وقذائف صاروخية. لكنهم أكدوا على أن مهمة حماية المدنيين ستظل نصب أعينهم. كما نقلت وكالة ”روترز” للأنباء عن صلاح مصطفى أحد قادة العسكريين للانتقالي قوله: ”نحاول إجلاء المرضى والمصابين... معظم كتائب القذافي فرت وبعضها تنكر في زي أطباء علينا التحقيق”. وفي معرض تحليله لتطورات الأوضاع في ليبيا، أكد ريتشارد هاس، الخبير الاستراتيجي الأمريكي، على أن معركة بني وليد وسرت سكون معارك طويلة ينجر عنها سقوط عشرات الآلاف من المدينتين. وقال هاس: سنتخيل عشرين ألف مقاتل تسقط مدينتهم فجأة، فيخرجون بكل أسلحتهم ولم يتبق لهم شيء ليواجهوا قوات المجلس المكونة من أعداد قليلة بالنسبة إلى أعدادهم. وأضافك ”هناك سيسحق مقتلو بني وليد وسرت من كان يحاصرهم من المسلحين سحقا، وستكون أكبر مجزرة في حق المسلحين التابعين للمجلس، خاصة إذا علمنا أن مقاتلي المدينتين لا يأبهون بمقاتلي المجلس ولولا الناتو لدحر مقاتلو المدينتين مسلحي المجلس في ساعات.. وفي لحظة الالتحام لو حدث سقوط المدينتين”. وأضاف: ”الناتو لن يتدخل بسبب تداخل المجموعتين في حيز مكاني واحد ضيق، لذلك لنا أن نتصور ما الذي سيحدث من طرف مقاتلي المدينة لمقاتلين آخرين لا يعرفونها ولا يدركون خباياها”. كما أشار الخبير إلى أن عشرين ألف مقاتل إذا انتشروا بعد ذلك في مجموع ليبيا فإنهم سينسفون استقرارها وأمنها نهائيا.