الناتو يتوقع تطهير ليبيا من بقايا القذافي خلال أيام قرر أحمد باني، الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الليبي، الدخول في حالة من "التمرد" ضد قادة ليبيا الجدد، مشيرا إلى أنه لن يقوم بإدلاء أي تصريحات إعلامية إلى أن يقوم جلال الدغيلي، وزير الدفاع في المجلس الانتقالي، بالاعتذار رسميا له بعد قيام الدغيلي بطرد باني القاعة خلال اجتماع مع وزيري الدفاع البريطاني، ليام فوكس، والإيطالي، إينياتسيو لاروسا، وهو ما اعتبره باني إهانة من الدغيلي له وللجيش الليبي. في أحدث موجة من الخلافات بين قادة ليبيا الجدد، شدد أحمد باني، المتحدث باسم المجلس العسكري الليبي، على ضرورة أن يقوم وزير الدفاع الليبي بالاعتذار له بعد قيام الدغيلي بأمر باني بمغادرة القاعة التي اجتمع خلالها الدغيلي بنظيريه الإيطالي والبريطاني، وقال له: "ليس لك أي ضرورة للمشاركة في الاجتماع، ومن فضلك أخرج من هنا"، حسب ما أوضحته التقارير الإعلامية الليبية الصادرة أمس، مشيرة إلى أن باني عبر عن استيائه، وقال إن هذا يعد إساءة وإهانة للجيش الليبي، وطالب المجلس الوطني الانتقالي بالتحقيق في هذه الإهانة. وأكدت أن باني الذي خرج غاضبا من الاجتماع قال إنه سيمتنع عن الإدلاء بأي تصريحات صحافية إلى أن يقوم المجلس الوطني الانتقالي بالتحقيق في هذه الحادثة، وأضاف: "إن كرامتي من كرامة الجيش الليبي وأنا معي الجيش ومعي الثوار". على الصعيد الدولي، قال مسؤول دفاعي أمريكي رفيع إن قادة عمليات حلف شمال الاطلسي في ليبيا يعتقدون أن القوات الموالية للقذافي على وشك الهزيمة في سرت وهي خطوة ضرورية من أجل انهاء العمليات. وقدمت تقديرات قادة الحلف إلى وزير الدفاع الأمريكي، ليون بانيتا، الذي كان يزور قاعدة للبحرية الأمريكية في نابولي الايطالية يتخذها الأسطول السادس الأمريكي مقرا له. وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن بانيتا تلقى تقارير عن وضع العمليات الجوية والبحرية التي تستهدف حماية المدنيين الليبيين من هجمات الموالين للقذافي. وأضاف أن القادة أبلغوا بانيتا في جلسات مغلقة أن القذافي لم يعد يملك فعليا سيطرة أو قيادة على الميلشيات التي تدعمه. وقال المسؤول إن الموالين للقذافي الذين يقاتلون في سرت آخر معاقل المقاومة الرئيسية ضد حكام ليبيا الجدد سيهزمون على الأرجح خلال أيام أو أسابيع. ميدانيا، أعلن المجلس العسكري الليبي عزمه تكثيف العمليات العسكرية في مدينة سرت من أجل القضاء وبشكل نهائي على جميع "فلول" نظام العقيد الليبي المخلوع، معمر القذافي، الذي تشير التقارير إلى أنه لم يعد يسيطر سوى على مساحة لا يتعدى حجمها 2 كلم، ورغم ذلك لايزال مسلحو المجلس الانتقالي يواجهون مقاومة شرسة من قبل الموالين للقذافي، خاصة في محيط قصر واغادوغو للمؤتمرات بسرت؛ حيث يعتقد أن القذافي يحتمي بداخله. وقال القائد الميداني للمجلس العسكري الليبي، ناصر أبو زيان، إنهم يحاصرون عناصر الكتائب المتحصنين في وسط المدينة في محيط لا تتجاوز مساحته بعض الكيلومترات. وشهدت منطقة وسط المدينة ومقر الجامعة وحي الموريتانيين مواجهات كثيفة بين الجانبين، وحاول المئات من الثوار الدخول إلى سرت باستخدام السيارات رباعية الدفع المزودة بالرشاشات الثقيلة وبالبطاريات المضادة للطائرات. وفي بني وليد، قال القائد الميداني عمر فيفاو، إن مساع للوساطة تتم حاليا من خلال وفد سيسعى للتفاوض مع قبائل المدينة والتي يقاتل بعض من أفرادها إلى جانب قوات القذافي، وذلك تجنبا لإراقة الدماء، وأكد أن فشل هذه المفاوضات سيؤدي إلى الهجوم على المدينة لبسط السيطرة عليها. وكان القائد الميداني موسى علي يونس قد أكد وجود جهود لإقناع ما تبقى من سكان المدينة بمغادرتها قبل بدء الهجوم، مشيرا إلى توقعات بوجود سيف الإسلام القذافي بالمدينة واحتمال أقل بالنسبة لوالده، ذلك لأن المدينة تعرف تواجد مقاتلين موالين للعقيد أكثر من سرت. هذا وأعرب دبلوماسيون في الأممالمتحدة عن القلق إزاء الأنباء التي أفادت بتسرب أسلحة من ليبيا إلى دارفور. وقال سفير السودان لدى المنظمة الدولية، دفع الله الحاج علي، إنه ليست لديهم معلومات مؤكدة بعدد تلك الأسلحة، التي يعتقد أن حركة العدل والمساواة أدخلتها دارفور لدى عودة رئيسها خليل إبراهيم إلى الإقليم، غير أن السفير السوداني أضاف خلال حديث مع الصحافيين في نيويورك أنهم يشعرون بالقلق إزاء هذه المسألة. وقال إنه لا يستبعد دخول كميات كبيرة من الأسلحة إلى دارفور وربما شمال تشاد. ونقلت تقارير صحفية عن السفير البريطاني في الأممالمتحدة، مارك لايل غرانت، عقب جلسة عن السودان في مجلس الأمن قوله إن حكومة بلاده تشعر بالقلق أيضا من التقارير التي أفادت بتسرب الأسلحة من ليبيا إلى السودان. ونقلت تلك التقارير عن إيرفيه لادسوو، المسؤول الجديد عن عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة قوله، إن العقيد معمر القذافي كان ينقل أسلحة من مستودعات عسكرية ومصانع ومواقع أخرى بدون إجراءات أمنية تذكر عندما تصاعد القتال في ليبيا. حفيد الملك السنوسي يستعد للعودة إلى ليبيا أكد محمد آل رضا السنوسي ، حفيد ملك ليبيا السابق، إدريس السنوسي، أنه مستعد للعودة إلى ليبيا في الوقت المناسب لتقديم مساهمته لهذا البلد. وقال السنوسي - المقيم فى لندن - الذي خرج وعائلته بعد الانقلاب على جده الملك في الأول من سبتمبر من عام 1969، في منتدى في مدينة صقلية الإيطالية: "يبدو أن تلك اللحظة قد حانت"، معربا عن رغبته في العودة من أجل "بناء ليبيا الجديدة". ولفت إلى أن تلك التي شكلت في ليبيا هي حكومة مؤقتة، وقد تم ذلك في البداية فقط مع ممثلي بنغازي ثم مع ممثلي مصراتة، وفي وقت لاحق مع مواطنين ليبيين آخرين. وتابع السنوسي قائلا: "إنني على يقين من أن الشعب الليبي يريد حكومة يشارك فيها الجميع وهذا لا يعني العودة إلى النظام الملكي، لكن ما أطلبه هو الإقرار بما مثلته وتمثله أسرتنا بالنسبة لليبيا.