امتزجت الألحان الجزائرية اللبنانية، أول أمس، في ليلة الإنشاد التي خلقت جوا من التفاعل الروحي الوجداني الذي سمى بالجمهور إلى أعلى درجات الانسجام من خلال الحفل، الذي شارك في إحيائه كل من فرقة النور من البليدة والحضور المميز للمنشد اللبناني مصطفى كمال الجعفري، حيث استمتع الجمهور بباقة متنوعة من الأناشيد الدينية الروحانية الهادفة. وتضمّن الحفل مجموعة من أجمل الأغاني والتواشيح الدينية التي أطربت آذان ومسامع الحضور من مختلف الطبقات والأعمار، حيث افتتحت سهرة الإنشاد مع فرقة النور الفائزة في المهرجان الثقافي المحلي للإنشاد بولاية المسيلة التي قدمت مجموعة من الأناشيد الدينية والوطنية بلغ عددها ثمان أنشودات تنوعت من حيث المواضيع المتناولة، فتغنّت بالوطن الأم ومدح الرسول وبعض مميزات الدين الإسلامي، ليفتح بعدها المجال للفرقة اللبنانية بقيادة منشدها مصطفى كمال الجعفري الذي قدم باقة إنشادية ثرية تفاعل معها جمهور قاعة دار الثقافة عبد القادر علولة على غرار قصائد “حب الرسول” “أحمد يا حبيبي”، “صلى الله على محمد”، “أبا القاسم”، “يا حبيب الروح” وهي مقاطع في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام تتغنى بمحاسنه وكرم أخلاقه الإسلامية النبيلة. ولم يبخل صاحب الصوت الشجي على الحضور بالابتهالات الدينية التي تخللت المقاطع الإنشادية بين الفينة والأخرى وعرّجت بالحضور إلى أسمى درجات العشق الأبدي لله عز وجل والمصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام. كما خصّ المنشد الجمهور التلمساني والجزائري بصفة عامة بأنشودة جزائرية بألحان لبنانية وهي “ياما يا لحنينة” تغنت بالأم وأنشودة “الليلة عندكم يا الجزايرية” تتحدث عن المولد النبوي الشريف التي صفق لها الحضور كثيرا. وتواصل الحفل على تنوع مواضيع الأناشيد المقدمة التي تغنّت بصفات النبي وفضائل جواره صلى الله عليه وسلم، وبالكعبة، ليلة القدر والأخلاق الإسلامية الراقية في جو طبعه التواصل الروحي الوجداني، ليختتم الحفل الديني بأنشودة “لي في هواك يا الزهراء” التي تغنّت بالحج والكعبة، ومزيج من أنشودتي “طلع البدر علينا” و”يا طيبه”. وعلى الرغم من أن السهرة شهدت حضورا جماهيريا متواضعا، إلا أن ذلك لم يغب عن الحفل أجواء التفاعل مع المنشدين، حيث أظهر الحضور الكثير من الترحاب بما قدم وانسجم مع الألحان العذبة التي داعبت مسامعه وخلقت جوا مميزا عبر عن الذوق العالي للجمهور التلمساني مستضيف الثقافة الإسلامية.