شهدت أول أمس دار الثقافة عبد القادر علولة بتلمسان افتتاح الطبعة الثانية للمهرجان الثقافي الدولي للإنشاد، وقد أعطى محافظ المهرجان ومدير الثقافة لتلمسان عبد الحكين ميلود إشارة الإنطلاق بإلقاء كلمة الإفتتاح نيابة عن وزيرة الثقافة خليدة تومي. وتم افتتاح المهرجان على وقع حناجر ثلاث منشدين جزائريين، هم المنشد عبد الرحمن بوحبيلة من قسنطينة ويعتبر أخصائيا في الموشحات الأندلسية وسبق له أن شارك في مهرجان الشارقة للإنشاد، وشاركه في الأداء كل من ناصر ميروح الذي يندرج هو الآخر من قسنطينة والذي شارك بدوره في مهرجان الشارقة وله عدة أعمال مسجلة وهو بصدد إطلاق ألبوم جديد، أما آخرهم فهو عبد الجليل أخروف من بلد العلماء قسنطينة، من عائلة فنية، له عدة تسجيلات مع إذاعة القرآن الكريم. وقبل هذا كانت وزيرة الثقافة من جهتها بعثت بكلمة بالمناسبة، قالت فيها أن الجزائر من خلال هذا المهرجان تؤكد انتمائها الحضاري والثقافي وانفتاحها على الحضارات الإنسانية الأخرى، وتابعت تقول أن المهرجان في طبعته الثانية سيكون ناجحا بحضور أسماء لامعة في سماء الإنشاد الديني والروحي والصوفي والوطني والتربوي. وأضافت الوزيرة أنه خلال المهرجان سنعيش أيام روحانية، ستظهر بلا شك هذا الطابع الفني الذي أصبح عالميا، مشيرة إلى أن التنوع الذي سيميز سهرات المهرجان على مدار أسبوع سيتماشى مع سياسة الدولة في الميدان الثقافي، المؤمنة بأن التنوع هو جوهر الحياة وهو الذي يجملها. واتسم حفل الإفتتاح بحضور العازف العراقي نصير شمة الذي أثنى على الأصوات الجزائرية ولا سيما الثلاثي الذي أحيا سهرة افتتاح المهرجان الدولي للإنشاد، وصرح أن فكرة العمل مع صوت جزائري كانت دائما واردة ولكنه عازم على تفعيلها هذه المرة لما استمع واستمتع بهذا الثلاثي. وبخصوص مشاركته في المهرجان، قال المتحدث أنه سيقدم “ليلة العشق الإلاهي” في السهرة الختامية، وهو عمل مشترك للعديد من الدول العربية، وأكد أنه سيكون لائقا بحجم مهرجان دولي، وذكر أن العمل استغرق شهورا في إعداده. أما مشروعه في فتح بيت العود بالجزائر، جدد نصير استعداده في فتحه ليس بقسنطينة فقط وإنما في كل ولايات الوطن، مشيرا إلى أن العديد من الطلبة الجزائريين والجزائريات يزاولون دراستهم في بيت العود في دبي والقاهرة. وكانت مشاركة الفرقة التونسية الحضرة متميزة، وذلك عبر تقديمها باقة من الأناشيد الصوفية التونسية المعروفة أمتعت بها مسامع الجمهور الحاضر بالقاعة، الذي تجاوب معها وتفاعلت العائلات التلمسانية مع إيقاعات الفرقة التي جعلت الكل يعيش جوا روحانيا نابع من التراث التونسي الأصيل، ولم يختلف إثنان على أن الفرقة الجزائرية هي الأخرى قد أعطت انطباعا حسنا لدى الجمهور، من خلال باقة الأغاني التي قدمتها والمستوحاة من التراث الموسيقي الجزائري مثل الموشحات الأندلسية والمقاطع الموسيقية من نوع المالوف حيث أبدعت هذه الأخيرة ولوج قلوب الجماهير التي تفاعلت هي الأخرى مع ما قدمته الفرقة. للإشارة أثار الحضور المحتشم للجمهور عدة تساؤلات على الرغم من الأسماء الثقيلة المشاركة في مهرجان بهذا الحجم.