اختتم نهاية الأسبوع الماضي بسوريا مهرجان المدائح الدينية والأناشيد الدينية الأول الذي أدى إلى احتفالية كبيرة بهذا النوع من الغناء. وظهر واضحا تفاعل عميق بين جمهور جاء للاستمتاع بمدارس إنشادية مختلفة من سوريا ودول عربية مجاورة ومنشدين فاجأهم حجم الحضور والأجواء الروحانية الرمضانية في ظلال مسجد الصحابي الجليل خالد بن الوليد الذي استضافت باحته المهرجان. وشاركت فيها فرق إنشاد سورية من دمشق وحلب وحمص وعراقية ولبنانية قدمت أناشيدها على مدى أسبوع كامل بين 13 و18 سبتمبر الجاري. المهرجان كان يهدف إلى الارتقاء بالأناشيد الدينية ودعم فرقها وتشجيعها على تطوير الأداء باستمرار، كما يقول مدير الأوقاف في حمص أيمن الزهر. وقد انعكست الأصداء الإيجابية التي عاشها الجمهور على المنشدين، فدعا اللبناني مصطفى الجعفري إلى الإفادة من الإقبال الكبير على الإنشاد الديني في سوريا في تطوير المهرجان ووضع جوائز للفرق المميزة. وأضاف أنه "يجب الاهتمام بالإنشاد في كل أيام السنة وليس في رمضان فقط"، ودعا المؤسسات والهيئات الرسمية لأخذ دورها في هذا المجال . وتم تنظيم أمسيات المهرجان الحالي حيث تبدأ كل أمسية بتلاوة القرآن الكريم بصوت قارئ سوري قبل أن تقوم إحدى الفرق بأداء أناشيدها. وبرزت من بين المشاركين فرقة الخير للمنشد الدمشقي نور الدين خورشيد، وفرقة أبو أيوب الأنصاري، وفرقة مصطفى الجعفري اللبنانية. ويلاقي الإنشاد الديني إقبالا متزايدا في مناطق مختلفة من سوريا عامة بعد أن كان أداء فرق الإنشاد والمدائح محصورا بالمناسبات الدينية كعيد مولد النبي عليه الصلاة والسلام ورأس السنة الهجرية، وبات كثير من الشباب يفضلون استضافة فرق الإنشاد في حفلات الأعراس خاصة في المناطق المحافظة والشعبية وإقامة ما يعرف "بالموالد". وتجد الأناشيد والمدائح الدينية اهتماما وتشجيعا خاصا من رجال الدين والمربين باعتبارها تشكل إحياء لقيم الدين وسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام، كما ترد برقي على الإسفاف بالغناء الهابط في الحفلات والمناسبات الاجتماعية.