أعرب المنشد اللبناني مصطفى الجعفري عن سعادته الكبيرة بتواجده في الجزائر للمشاركة بالمهرجان الثقافي الثاني للإنشاد الديني، منوها بالجزائر التي أصبحت في ريادة البلدان الإسلامية التي تهتم بهذا الفن، واصفا إياها بالبلد الأصيل. وقال الجعفري أنه يجد نفسه مرتبطا بالجزائر واعتبر أن الجزائريين لديهم حس فني كبير واصفا إياهم بالجمهور الذواق الذي يعرف انتقاء الفن الهادف ولديهم ثقافة إسلامية، بالإضافة إلى هذا أبرز مصطفى الجعفري بأنه يجد راحته عندما ينشد بالجزائر بالنظر للتجاوب الذي يلقاه من الجمهور. وحول الأنشودة الجزائرية التي أداها، أوضح الجعفري بأن الفكرة جاءته عندما شارك بالطبعة الأولى للمهرجان الدولي للإنشاد الذي احتضنته قسنطينة وهناك وجد مؤلفا أعطاه الكلمات فقام بتسجيلها، وتابع يقول بأن الجزائر تملك عدة منشدين في المستوى بدليل إقامة هذه المهرجانات الكبرى التي تفتقر إليها العديد من البلدان الإسلامية. وأضاف أن الفن الجزائري متنوع، ففي ولاية بشار على سبيل المثال، قال الجعفري بأنه التقى فيها بمجموعة من المنشدين الذين يتميزون بالصوت الشاعري الدافئ، كاشفا بأنه يشتغل على أنشودة جزائرية للمرحوم عبد الرحمان عزيز بعنوان ''يا كعبة يا بين ربي محلاكي''. وعن واقع الإنشاد، أفاد المنشد بأنه تطور وأصبح أفضل مما كان عليه سابقا، مشددا على ضرورة دعم المنشدين بهدف إتقان الرسالة وإعطائها بعدها الحقيقي ومكانتها التي تستحقها، مبرزا دور الجزائر الرائد في هذا المجال خاصة من حيث تنظيم المهرجانات والتظاهرات الكبرى. وقد أمتع مصطفى الجعفري أول أمس الجمهور التلمساني بوصلة من الأناشيد الدينية، استطاع أن يلين قلوب الحاضرين بصوته المتميز والمتمكن في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا في ثاني سهرة من عمر المهرجان الدولي للإنشاد بدار الثقافة عبد القادر علولة. وتميز الجعفري بحق في قصيدة الحب النبوي من خلال الإطلالة الراقية التي ظهر بها هو وأعضاء فرقته، وبرع في تقديم باقة من أناشيده بصوته الجبلي ولكنته اللبنانية، استطاع استمالة قلوب الجمهور بأنشودة ''السلام يا محمد'' التي ألهب بها الحاضرين مع الإيقاعات التي تميزها، بعد ذلك تبعها بعدة وصلات أخرى مثل ''أبا القاسم'' والتي تغنى فيها بالمصطفى صلى الله عليه وسلم، ثم أنشودة ''أنت فينا''، ليطلق بعدها العنان لحنجرته في أنشودة جزائرية خالصة بعنوان ''يما لحنينة'' التي أبكى بها بعضا من ذوي القلوب المرهفة. وردد الجمهور مع الجعفري الأنشودة الشهيرة ''طلع البدر علينا''، ثم واصل بعدها المنشد تقديم مجموعة من أناشيده الناجحة وسط تفاعل قوي لتختتم السهرة بعدها بتكريمه. من جانبها، سجلت فرقة النور من مدينة البليدة حضورا قويا، وهي فرقة توجت بالمرتبة الأولى بالمهرجان الثقافي المحلي للإنشاد بالمسيلة، إذ قدمت هذه الأخيرة باقة من الأناشيد، أبرزها تغنت بمدح الرسول الكريم، بالإضافة إلى أناشيد وطنية مثل ''ستبقين واقفة''، وكذلك أداء بعض الموشحات الأندلسية الدينية. مبعوثة ''المساء'' إلى تلمسان: دليلة مالك