“أن تكون عربيا يعني أن تكون نادلا على طاولة العالم”.. يقول شيخ قبيلة نسيب الممثل العالمي أنطونيو بنديراس الذي جسّد الدور بحرفية عالية، في فيلم افتتاح مهرجان الدوحة السينمائي، ليلة أول أمس. ^ كان عرض فيلم الذهب الأسود هو سمة افتتاح مهرجان ترابيكا، لا سيما وأن قطر شاركت في إنتاجه وصورت مشاهد عديدة من الفيلم على أرضها.. قبل ذلك انطلقت الفعاليات بالمسرح المفتوح التابع للحي الثقافي وشهدت توافد فنانين وإعلاميين من كل العالم لحضور المنافسة التي تجمع 13 فيلما عالميا.. في تلك الأثناء كان بجانبي المنتج التونسي طارق بن عمار الذي قال لي أن يراهن على الممثل ذو الأصول الجزائرية طاهر رحيم بل وأكثر من هذا قال إنه يعتبره عمر شريف القرن الواحد والعشرين.. إلى البساط الأحمر الذي قدم المخرجة اللبنانية نادين لبكي في حلة باهية ذكرتني بأحد ومضاتها الإشهارية عن زيت للشعر ربما.. لا أذكر.. ثم توالت أسماء بارزة من عالم الفن والتمثيل العالمي.. بعد أشهر من الترويج الإعلامي والأخبار المتضاربة عنه.. دخل فيلم الذهب الأسود لمخرجه جان جاك أنو صالات العرض، حيث كان منظمو المهرجان قد راهنوا على الفيلم لما يحتويه من قضايا جدلية وشائكة متعلقة بالحياة الاجتماعية، السياسية والعقائدية عند العرب في تناقضات كثيرة تدور أحداثها حول محور الذهب الأسود أو لعنة النفط كما يسميها البطل عودة، الذي يجسد دوره الممثل الشاب ذو الأصول الجزائرية طاهر رحيم.. الذي أكد ل”الفجر” فور انتهاء العرض قائلا: “أشعر بارتياح كبير.. وأنا مبتهج ومسرور لتفاعل الجمهور مع الفيلم.. خاصة وأنني جسّدت الدور على معطيات الهوية العربية التي أنتمي إليها. مشاركتي في هذا الفيلم هي أكبر من محطة في مساري الفني، هي بالنسبة لي حلم شخصي حققته بمجرد الوقوف أمام النجم العالمي أنطونيو بنديراس.. هذا الأهم بالنسبة لي وأنا في بداية الطريق”. وبالعودة إلى أحداث الفيلم، اختار المخرج الفرنسي جان جاك أنو أن يعطي بعدا ملحميا لقصة صراع الإيديولوجيات أو بالأحرى صراع الرؤى والمبادئ الخاصة بزعيمي القبيلتين العربيتين “حبيقة” و”سالمة” اللذان يجمعهما الجوار والنسب. الأول هو الشيخ نسيب “أنطنيو بنديراس” والثاني هو الشيخ عمار والد الشاب عودة الذي كبر وترعرع وساير الولع والعشق ل ليلى في قبيلة الشيخ نسيب المتفتح على الغرب والمولع ببريق الذهب الأسود، الذي فتح له بوابة المال والسلطة والدم أيضا في المنطقة. ظهر جليا مع بداية المشاهد الأولى للفيلم أن خط سير الحبكة الدرامية يسير أفقيا عبر محطات متتابعة تبدأ بوصول آلة التنقيب الأمريكية إلى “المنطقة الصفراء”، لتدخل الحكاية في مسار الصراع العربي العربي، أو صراع الإخوة على سلطة الرأي، بين مأخوذ بوهج الذهب الأسود وآخر نابذا لأي صفقة مع “الشيطان”، وهو ما يجعل من الشيخ نسيب زعيما عدائيا لا يتوانى عن القتل من أجل الوصول إلى غايته. وفي النهاية يتولى عودة القيادة ويوحد القبائل وفق مبدأ الحب والنسب الذي يتجاوز شياطين الذهب الأسود. الفيلم مقتبس من رواية سويسرية موسومة بالعطش الأسود يعالج من جانب آخر فكرة.