كتبت إحدى الصحف الوطنية واسعة الانتشار على صدر صفحتها الأولى خبرا يقول: "إن الجزائر غرقت في فيضانات عاتية اجتاحت الشرق والغرب"! وكتبت في صفحتها الأخيرة خبرا آخر يقول: إن العالم العربي يعاني من جفاف حاد دام 5 أشهر كاملة.. بحيث طوال هذه المدة لم تنزل قطرة مطر في العالم العربي! وقالت الصحيفة واسعة الانتشار: إن رجال الدين في الجزائر قد أدوا صلاة الاستسقاء لطلب الغيث! ترى أي الخبرين صحيح؟! خبر الجفاف وصلاة الاستسقاء.. أم خبر هطول المطر والفيضانات؟! لا أتحدث عن المهنية في هذه الأمر.. بل أتحدث فقط هل المسلمون في الجزائر صلوا بالفعل صلاة الاستسقاء التي أدت إلى فيضانات أم صلوا صلاة الكوارث؟! أم أنهم بالفعل صلوا صلاة الاستسقاء ولكنهم أدوها بلا وضوء؟! ولذلك جاءت الأعاصير بدل الغيث؟! وإذا كان المطر بالفعل لم ينزل في الوطن العربي خلال 5 أشهر كاملة كما قالت الصحيفة.. فمن أين إذن جاء الربيع العربي؟! أم أن الربيع العربي يأتي بدون مطر؟! لعل الوطن العبري تم سقي تربته بالدماء عوض الأمطار.. ولذلك كانت أزهار ربيعه حمراء بالدماء التي رأى فيها البعض أنها ليست مجازر بل هي أزهار شقائق النعمان الحمراء في الربيع العربي؟! الحق يقال: إن الربيع العربي أزهر على نطاق واسع في العديد من الدول العربية لأن "زراعة" شقائق النعمان أتى بها الفلاحون من أمريكا وأوروبا والخليج العربي بحاملات الطائرات التي زرعت الحقول العربية بالربيع العربي الأحمر! الإسلاميون يرقصون فرحا في العديد من الدول العربية لأنهم حصلوا أخيرا على الوصفة السحرية للناتو التي تجعلهم أسياد المزارع العربية بعد أن يطاح بالملاك القدامى لهذه المزارع من الحكام الظلمة! ولا خيار أمام الشعوب العربية المسكينة سوى الاختيار بين ظلم الحكام أو الربيع الدامي بأزهار شقائق النعمان! والحق يقال إن العالم العربي ليس في حاجة إلى صلاة الاستسقاء لطلب المطر لسقي ربيعه الدامي.. بل هو في حاجة إلى صلاة "القنوط" مع الدعاء "اللهم لا نسألك رد قضاء ربيع أمريكا في أرضنا ولكن نسألك اللطف فيه! آمين يارب العالمين"؟! اللهم احفظ بلدنا من ربيع شقائق الأمريكان الذين يجتاحون العالم العربي على أنهم ربيع شقائق النعمان!