يتخبّط سكان قرية الجبادي ببلدية قمار بالوادي، منذ عدة سنوات، وسط جملة من المشاكل التنموية أثرت بشكل بارز على الحياة اليومية لقاطني هذه القرية المعزولة بسبب محدودية البرامج التنموية الموجهة للقرية، في ظل سياسة التهميش المسلّطة عليهم من قبل السلطات المحلية التي لم تكلف نفسها عناء منحهم مشاريع حياتية تساهم في إنعاشها. وعبّر عدد من سكان قرية الجبادي ل”الفجر” عن تذمرهم واستيائهم الشديدين لعدم برمجة منطقتهم، بشقيها الشرقي والغربي، ضمن برامج التنمية المحلية والحضرية التي تشهدها مختلف أحياء البلدية، وهذا من خلال ما يعانيه السكان من نقائص بالجملة في هذا المجال، لعل أبرزها مشكل النقل إذ يعيش السكان أزمة حقيقية في مجال النقل منذ أزيد من 15 سنة، خاصة باتجاه وسط المدينة. ويتفاقم هذا المشكل أثناء التحاق العمال بمقار عملهم أو سكناتهم، والسبب في ذلك انعدام كلي لسيارات وحافلات النقل الجماعي، وهو ما يجبر السكان من العمال والموظفين على قطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام للوصول إلى مركز البلدية والظفر بمكان داخل الحافلة حتى يتنقلوا إلى عاصمة الولاية، وهم في كثير من الأحيان يسجلون تأخرا يوميا عن دوامهم، الأمر الذي خلق لهم مشاكل عدة مع مسؤوليهم وإداراتهم. كما يلجأ الكثير من المواطنين إلى كراء سيارات “الفرود” والاستجابة لقوانين الأسعار التي يفرضها عليهم سائقوها، إذ تتراوح بين 70و 100 دينار جزائري، وهو ما يرهق كاهل المواطن ويلهب جيوبه. يحدث هذا في الوقت الذي تتواجد في الجبادي محطة لنقل المسافرين أنجزت منذ سنتين ولم تشغل بعد. هذه المحطة التي كلفت الدولة عشرات الملاين ظلت هيكلا دون روح. وضمن هذا السياق، ذكر السكان الذين التقيناهم بمنطقة الجبادي أنهم اتصلوا مرات عديدة بالجهات المسؤولة للتعجيل بفتح هذه المحطة ولم يتلقوا إلاّ وعودا وتسويفات، وهو ما استاء منه الجميع في الوقت الذي أصبحت فيه المحطة قابعة كمعلم أثري بالمنطقة المذكورة. ورغم العدد الهائل لسكان الجبادي والذي يتجاوز 1000 نسمة، إلا أن المواطنين يشتكون من عدم الاستفادة من رخصة لأداء صلاة الجمعة بالمسجد الوحيد بالمنطقة، لا سيما وأن كل الظروف متوفرة بالمسجد من ناحية الجمعية والمتطوعين والتجهيز وغيرها من الإمكانيات، وفي ظل هذا الغياب يجد المصلون أنفسهم مجبرين على التنقل نحو مساجد الجهات المجاورة ووسط المدينة لأداء صلاة الجمعة بعد قطعهم مسافات طويلة. وأضاف سكان الجبادي، خاصة الذين استفادوا مؤخرا من سكنات اجتماعية، أنّ حيهم يفتقر إلى أدنى شروط التهيئة الحضرية، منها الإنارة العمومية وتواجد بقايا البناءات في ساحات الحي وتهشم الأرصفة وأغطية بالوعات صرف المياه، وهو ما يشكّل خطرا على المارة، لا سيما الأطفال، إلى جانب تشويه البيئة والمحيط رغم حداثة السكنات وطرازها. ويطالب سكان هذا الحي بضرورة وضع ممهلات على الطريق المحاذي للسكنات، خصوصا أن هذا الطريق يشهد حركة مرورية نشطة، لا سيما من شاحنات الأسمدة الفلاحية المتوجهة للسوق الأسبوعي الجبادي وكذا المزارع الفلاحية بمنطقة الزقب والبلديات المجاورة. إلى جانب هذه الانشغالات، يشتكي سكان البادي من تذبذب واضح في توقيت رفع القمامة من قبل فرق عمال النظافة بالبلدية. أما المدرسة الابتدائية الوحيدة بالمنطقة فهي تعاني من مشاكل عدة، لا سيما في التجهيز والتهيئة وغيرها من النقائص التي قد تؤثر سلبا على التحصيل العلمي للتلاميذ. ويبقى في الأخير المجمع الشباني الذي أنجز منذ سنة مغلقا إلى إشعار آخر. وأمام هذه الصعوبات التنموية، طالب سكان القرية من الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل بغية إخراجهم من دائرة التهميش التنموي، من خلال منحهم شطرا من المشاريع الممنوحة للبلديات وكذا السعي لحلّ المشاكل المتراكمة في قرية الجبادي ببلدية قمار بالوادي.