الولاية فقدت 200 شاب منذ 2006 بسبب الظاهرة قامت عائلات مجموعة كبيرة من الشبان من سكان عدد من الأحياء الشعبية بولاية عنابة بالاتصال بمصالح حرس السواحل، للمحطة البحرية لعنابة، لإبلاغهم عن اختفاء أبنائهم، الذين كانوا قد غامروا يوم الجمعة الماضي بالإبحار في رحلة هجرة غير شرعية نحو الجزر الإيطالية، إلا أنهم اختفوا مذ ذلك اليوم، حسب تأكيد عائلات الشبان المفقودين. أوضحت العائلات أن الشبان، وكلهم من أحياء عنابة على غرار أوزاس، الصفصاف، والمدينة القديمة بلاص دارم، تتراوح أعمارهم ما بين 19 و39 سنة كانوا قد أبحروا على متن قارب صيد من شاطئ البطاح القريب من سواحل عنابة، رفقة مجموعة من رفاقهم من ولاية الطارف، وكان عددهم حوالي 30 شابا أبحروا في نفس الفترة التي انطلقت فيها القوارب الثلاثة التي تم توقيفها واعتراضها في عرض البحر من طرف حراس السواحل نهاية الأسبوع الماضي، حيث تم توقيف جميع الحراڤة الذين كانوا على متن القوارب الثلاثة باستثناء ركاب القارب الرابع الذين اختفوا ولم يظهر لهم أي أثر منذ يوم الجمعة الماضي. وخلافا لما تعود الحراڤة أن يقوموا به عند وصولهم إلى جزيرة سردينيا بإيطاليا، حيث تمكنهم السلطات الإيطالية من إجراء مكالمات هاتفية لإبلاغ أهاليهم بظروف تواجدهم في الحجز، لم يظهر أي أثر للحراڤة المفقودين الذين أجمعت عائلاتهم على أنها لم تتلق أي اتصالات منهم، الأمر الذي أثار قلق العائلات التي تخشى أن يكون مكروها قد حدث لأبنائها في عرض البحر، خاصة وأن دوريات حرس السواحل الجزائرية لا تتردد في الإعلان عن كل قارب أو حراڤة يتم اعتراضهم وتوقيفهم في عرض السواحل الجزائرية، وهو نفس الإجراء الذي تقوم به السلطات الإيطالية التي تبلغ البحرية الجزائرية في كل مرة تعترض فيها قاربا أو حراڤة جزائريين في عرض المياه الإيطالية. وكانت قوات البحرية الجزائرية وحرس السواحل للمحطة البحرية لعنابة قد قضوا خلال الأيام الماضية أسبوعا حافلا بالأحداث إثر مطاردتهم واعتراضهم للعديد من القوارب ورحلات الهجرة غير الشرعية، التي أحبطت جميعها انطلاقا من سواحل عنابة، وتم توقيف أكثر من 70 شابا من مغامري الهجرة نحو الجزر الإيطالية. ويقدر عدد الحراڤة المفقودين في عرض البحر، منذ بداية هذه الظاهرة سنة 2006، بحوالي 200 شاب حراڤ من سكان عنابة فقط، اختفوا إلى يومنا هذا ولم يظهر لهم أي أثر، حيث ترجح مصادر أنهم هلكوا غرقا في عرض البحر، فيما تأمل جمعية الحراڤة المفقودين التي يوجد مقرها بعنابة، أن يكون عدد منهم لا يزالون أحياء، رهن الحبس ربما بتونس أو إيطاليا أو أي مكان آخر.