أحبطت دورية لحرس السواحل التابعة للمحطة البحرية لعنابة، أول أمس، محاولة هجرة سرية جماعية لقرابة 40 حراڤا، كانوا على متن ثلاثة قوارب تقليدية الصنع بصدد الإبحار انطلاقا من شاطئ فيفي بعنابة، حيث تمكنت بعد مطاردة طويلة للقوارب وركابها من القبض على 7 شبان من مجموعة كانت تستقل أحد القوارب، في حين تفرق الباقون بعد أن هجروا قواربهم وفروا باتجاه الصخور والمرتفعات المحاذية للشاطئ. أوضحت مصادر أمنية أن إحباط عملية الهجرة هذه جاءت إثر معلومات تحصلت عليها فرقة البحث والتحري التابعة لمصالح الدرك الوطني، العاملة على مستوى المنطقة الساحلية “سان كلو”، التي أخطرت بدورها المحطة البحرية لحرس السواحل التي أرسلت من جهتها فرقة بحرية لمحاصرة الموقع الذي كان الحراڤة يستعدون للإبحار منه انطلاقا من شاطئ فيفي. وأضافت ذات المصادر أن العملية تمت بصعوبة كبيرة إثر رفض الحراڤة، بعد محاصرتهم، النزول من القوارب والانصياع لأوامر مصالح الدرك وحرس السواحل الذين تدخلوا على مستوى الشاطئ ومنعوا القوارب الثلاثة المجهزة للإبحار من التحرك. ولدى محاولتهم توقيف الحراڤة أبدت مجموعة منهم مقاومة شديدة انتهت في الأخير بسيطرة حرس السواحل على أحد القوارب كان على متنه سبعة حراڤة، فيما تمكن الباقون من الهروب متفرقين بين الصخور والهضاب المحيطة بالشاطئ. وكشفت ذات المصادر أن الحراڤة الموقوفين كلهم من سكان أحياء شعبية بمدينة عنابة، تتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة. ومن جهة أخرى تلقت عائلات من عنابة ومنطقة المرسى بولاية سكيكدة، أول أمس، مكالمات هاتفية من مسؤولي المحطة البحرية لحرس السواحل لولاية بجاية، أبلغتها بعثور دورية لحرس السواحل على جثتي شابين، 22 و25 سنة، كانتا على متن زورق خشبي، جرفته الأمواج على مقربة من سواحل بلدية سوق الإثنين ببجاية، حيث تم العثور بين أمتعة الشابين المتوفيين على هواتف نقالة تحتوي على أرقام عائلتيهما، التي اتضح أنها من ولايتي عنابةوسكيكدة. العائلتان وإثر تعرف مصالح الأمن وحرس السواحل على هوية الجثتين، إحداهما لشاب من عائلة بوعتبة البالغ من العمر 22 سنة، تلقت استدعاءات للتنقل إلى مصلحة حفظ الجثث لمستشفى بجاية للتأكد من هويتي ابنيهما، اللذين أوضحت ذات المصادر إنهما كانا مفقودين منذ تاريخ 17 أوت من شهر رمضان الماضي، بعد أن أبحرا رفقة 15 حراڤا آخرين، 12 منهم من سكان عنابة و5 من بلدية المرسى بولاية سكيكدة. ورجحت ذات المصادر أن يكون الشابان المتوفيان هم من نفس المجموعة المذكورة التي أبحرت من شاطئ قارباز بولاية سكيكدة يوم 17 من أوت الماضي، ولم يظهر أي اثر لهذه المجموعة منذ ذلك التاريخ. و قد سقط خبر العثور على جثتي الشابين بسواحل بجاية كالصاعقة على بقية عائلات الحراڤة 15 الآخرين، الذين لا يزالون في عداد المفقودين وتخشى العائلات أن يكونوا قد لقوا نفس المصير. ومن جهتها ترجح مصالح حرس السواحل أن يكون الحراڤان المتوفيان قد تعرضا لحادث في عرض البحر، يكون ربما ناجم عن تعطل محرك زورقهم وانجرافهم لأسابيع طويلة في عرض البحر دون مؤونة أو مياه، الأمر الذي أدى إلى هلاكهما. أما عن حظوظ العثور على الحراڤة 15 الباقون على قيد الحياة، فهي ضئيلة جدا، برأي مصالح حرس السواحل التي ترجح فرضية أن يكونوا قد تاهوا وهلكوا في عرض البحر بعد أن فقدوا الاتجاه الصحيح للمسار نحو جزيرة سردينيا التي كانوا يقصدونها.