غاب الإخوان المسلمون، أمس، عن ميدان التحرير واكتفوا بإصدار بيان يدعو إلى التحقيق في الأسباب التي أدت إلى سقوط أزيد من 33 قتيلا في ميدان التحرير خلال الثلاثة أيام الماضية التي عرف فيها ميدان التحرير اشتباكات حادة بين رجال الشرطة والمتظاهرين الذين حاولوا اقتحام مبنى وزارة الداخلية المصرية. ويتعرض الإخوان المسلمون لموجة انتقادات حادة. فبينما تسيطر مختلف التيارات السياسية على الميدان تم منع القيادات الإخوانية من دخوله في مؤشر على صراع علماني إسلامي. استبق حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الدعوة التي شدد عليها النشطاء المصريون بالخروج في مليونية بإصدار بيان أعلنت فيه عدم مشاركتها في المليونية، بينما قرر عدد من الأحزاب والقوى السياسية تنظيمها بميدان التحرير، وذلك حرصا على عدم استدراج الشعب إلى مواجهات دامية جديدة مع أطراف تسعى لمزيد من الاحتقان. وقال نشطاء إن قوات الأمن توقفت عن استهداف المحتجين لنحو ثلاث ساعات مرت هادئة على خط التماس بين الجانبين في شارع محمد محمود المؤدي إلى مبنى وزارة الداخلية. ومنذ شهور أصبحت وزارة الداخلية هدفا للمحتجين الذين يطالبون بإعادة هيكلة جهاز الشرطة. لكن نشطاء يقولون إنهم يحتشدون قرب مقر الوزارة لمنع القوات المنطلقة منه من معاودة اقتحام ميدان التحرير. ويطالب المعتصمون بحسب لافتة في وسط الميدان بتنحي المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن السلطة واستقالة حكومة رئيس الوزراء عصام شرف وتشكيل مجلس رئاسي مدني وحكومة إنقاذ وطني ”تمتلك كل الصلاحيات لإدارة المرحلة الانتقالية”. ويقول محللون إن الإسلاميين قد يحصلون على 40 بالمئة من المقاعد في البرلمان الجديد وإن القدر الأكبر من هذه النسبة سيذهب إلى الإخوان المسلمين. وطرد محتجون العضو القيادي بجماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي من ميدان التحرير الاثنين حين حاول الانضمام إليهم. وألقوا عليه حجارة وزجاجات فارغة قائلين له إن الإخوان ليسوا ثوارا حقيقيين بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط. وأصدرت المؤسسة الدينية الرسمية بمصر الأزهر الشريف بيانا أكدت فيه على حرمة الدم المصري، مطالبة كافة الأطراف بضرورة التوقف عن استخدام العنف وضبط النفس.. الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قال إن دماء المصريين جميعا معصومة وأغلى من أن تراق، وإن مصر اليوم تستصرخ أبناءها جميعا وتناشدهم التماسك وضبط النفس. وفى هذه الظروف المؤلمة يجدد الأزهر الشريف ما نادى به دوما من وجوب اجتناب كل صور العنف والتخريب، وضرورة الحفاظ على الطابع السلمي للثورة المصرية التي لفتت أنظار العالم كله بإنجاز التغيير السياسي، دون عنف أو إراقة دماء”. كما أصدرت كلا من المشيخة العامة للطرق الصوفية ونقابة الأشراف بيانا طالبتا فيه جميع المصريين بالعمل على وحدة الصف وتجنب العنف والتخريب ومعاقبة الخارجين عن القانون حفاظا على الأمن والأمان والاستقرار مع التأكيد على ضرورة تطبيق القانون على الخارجين عن القانون الذين يتسببون فى إحداث الفوضى والوصول بالبلاد الى حافة الهاوية. كما أصدرت الطريقة العزمية برئاسة شيخها الشيخ علاء الدين ماضى أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية، فور عودته من زيارة لإيران، بيانا بشأن أحداث التحرير، أكد فيه أنه كان لابد من العمل على اتخاذ أفضل السبل لحقن الدماء ووقف العنف، حفاظا على وحدة هذا الوطن، والقضاء على الفتنة التى تطل برأسها بين الحين والآخر، ولرد كيد المستبدين الظالمين الذين عاثوا في الأرض فسادا.