يواصل الإسلام السياسي، حصد "ثمار" الربيع العربي، وسجلت مليونية ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة، نجاحا كبيرا، بحسب المراقبين والخبراء، الذين أكدوا أن دعوة حركة الإخوان المسلمون إلى الخروج في مليونية تطالب بإلغاء وثيقة السلمي الدستورية وتحتج على أسلوب إدارة المجلس العسكري المصري للفترة الانتقالية، لقيت ترحيبا كبيرا حيث أحتشد لها مئات الآلاف من المصريين .أما في ليبيا فقد اعاد "الربيع العربي" الروح وبقوة إلى حركة الإخوان المسلمين في ليبيا بعد ربع قرن من الحظر . تجلى نجاح الإخوان المسلمين ،في جمعة الأمس، بالمقارنة مع الجماعات السابقة التي كانت تدعوا لها مختلف التيارات السياسية في مصر لكنها كانت في كل مرة تواجه مصير الفشل. كما مثل الحيز الزماني للدعوة التي أطلقها "الإخوان المسلمين " في مصر الممثلة اليوم في حزب الحرية والعدالة، ورقة رابحة للإخوان، خصوصا وأنها تأتي قبل أسبوع من موعد أول انتخابات برلمانية في مصر بعد سقوط الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وهي ما يعتبر مؤشر يعطي دلالات على موازين القوى السياسية المختلفة في ليبيا، وركز الإخوان في دعوتهم على رفض وثيقة التي وضعها نائب رئيس الوزراء علي السلمي شملت على بنود تعزز من قبضة المجلس العسكري وتحد من الحريات الفردية وحرية الإعلام. ونقلت تقارير إعلامية مصرية، أمس، على لسان القيادي الإخواني محمد سليم العوا، المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة قوله :" أن مليونية المطلب الوحيد، ستتحول إلى عصيان مدنى، ما لم تتم الاستجابة لمطالب الشعب بنقل السلطة للمدنين، ورفض وثيقة السلمى للمبادئ الدستورية. وقال العوا خلال مشاركته فى المليونية بميدان التحرير: "مطالب الشعب لا رجعة فيها، وسنحمى هذه المطالب مهما كلفنا الأمر"، وتابع: "الشعب هو من يقرر ولا يوجد فوق الشعب أحد وشعبنا ليس ضعيفا". وأضاف من أعلى المنصة الرئيسية بالميدان: "مظاهرات الشعب المطالبة بتسليم السلطة للمدنيين ورفض وثيقة السلمى ستتحول إلى عصيان مدنى، وإذا لم يتم الاستجابة للمطالب سيتم عمل عصيان مدنى بجميع أنحاء البلاد، فالمزايدة على مطالب الشعب شىء غير مقبول". وفي ليبيا، فقد عقدت جماعة الإخوان المسلمين أول مؤتمر علني لها في الأراضي الليبية بعدما ظلت محظورة لعقود واستخدمت المؤتمر لاظهار نبرة وسطية داعية الى جهود وطنية لاعادة البناء. وبعد انتهاء الصراع في ليبيا قال الكثير من المراقبين انهم يعتقدون أن الانتخابات المقبلة قد تشهد منافسة بين جماعات الاسلام السياسي وأحزاب علمانية وقد يكون لاسلاميين أكثر تنظيما مثل الاخوان اليد العليا فيها.