ارتقاب تسجيل سعر صرف قياسي مع احتفالات رأس السنة 2012 تجاوز سقف شراء وبيع عملتي الأورو والدولار عتبة السقف المتداول سنويا في مثل هذا الوقت من الشتاء، وعرفت بورصة التحويلات في الأسواق الموازية بالجزائر انتعاشا وحركة موسعة، ساهم في تنشيطها الحراڤة، السياح ورجال الأعمال. في استطلاع عن أحوال سوق العملات ب"بورصة" بورسعيد في بالجزائر العاصمة، أكد لنا تجار العملة في دردشة معهم، أن ارتفاع أسعار الصرف ناتج عن تزايد الإقبال على الأورو والدولار مؤخرا، وذلك راجع - حسبهم - إلى تنامي ظاهرة الحرڤة نحو الضفة الأوروبية، المتزامنة مع الاضطرابات الجوية وتساقط كميات هائلة من الأمطار، ما يقلل من المراقبة وينعش حظوظ الحراڤة، وكذا تزايد نشاط رجال المال والأعمال في حركة الاستيراد وما تبع ذلك من ارتفاع تكاليف السلع المستوردة الموجهة للاستهلاك في فصل الشتاء. وإلى جانب ذلك نجد إقبال السياح على الدولار بقوة لخياراتهم المتوجهة نحو دول الخليج والشرق الأوسط أكثر، وهذا ما أفضى - حسب التجار - إلى نفاد مخزون احتياطي العملة الصعبة لديهم، ما اضطرهم إلى رفع سقف التحويلات تدريجيا، تماشيا والطلب المتزايد خصوصا على الأورو والدولار. وفي حديثنا عن بورصة التحويلات، قال أحد التجار: "لم نعرف بعد مستوى قياسيا في أسعار صرف الأورو والدولار بمثل هذا المستوى منذ أن تم تأميم عملة الاتحاد الأوروبي ومنذ تداول الدولار عندنا، وأقول لكم إن مستوى هذا الشتاء يفوق بنحو 30 إلى 40 بالمئة مستوى الشتاء الماضي"، وأضاف بشأن سعر التداول حاليا "الدولار بلغ سقف 102 دج لكل 1 دولار عند البيع للزبون، و110 دج عند الشراء من عنده، أما الأورو فقد صعد مجددا إلى سقفه السابق المسجل منذ عدة أشهر، لكنه لم يصل هذا السقف في الشتاء الماضي، حيث بلغ الآن 142 دج لكل 1 أورو في عملية البيع للزبون، و141 عند الشراء منه". وهذه الأرقام عندما نترجمها إلى ما يتم تداوله لدى "الصرّافين" لكل 100 أورو أو دولار، فيعادل ذلك 1420 دج لكل 100 أورو، و1020 دج لكل 100 دولار. ويرتقب "الصرّافون" انتعاش البورصة الموازية مع نهاية السنة الجارية، تزامنا وتحضيرات رأس السنة 2012، حيث يقدر هؤلاء ارتفاع سقف الأورو فوق 1500 دج، والدولار قد يصل - حسبهم - إلى 1100 دج لكل 100 دولار، وبالرغم من تذبذب العملتين في كبرى البورصات العالمية وخسارة الأورو لنحو 1.4 بالمئة، وفقدان الدولار لحوالي 1 بالمئة في المعدل أسبوعيا، مع تسجيل انتعاش طفيف دوريا، إلا أن البورصة الموازية بالجزائر ارتفعت بقوة ونشطت سوق الصرف ورفعت من الطلب عليهما، ما يساهم ولو بنسبة ضئيلة في تحرير العملتين من الأزمة الخانقة التي تؤرقهما حاليا. عبدالنور جحنين