عادت حمى صرف الأورو بالدينار إلى بورصة السوق الموازية ببور سعيد ”السكوار” بالعاصمة، إذ قفز سعر الأورو إلى 13 ألف دينار لكل 100 أورو، لأول مرة منذ عدة أشهر، والسبب في ذلك، تزايد إقبال الحجاج على هذه العملة لضمان رحلة حج وتسوّق مريح في السعودية موعد المونديال لم يعد على التجار الموازيين بالأرباح مثل هذه الأيام وإن كانت حمى المونديال وإقبال أنصار ”الخضر” على شراء الأورو للسفر إلى جنوب إفريقيا، لحضور فعاليات كأس العالم، قد رفعت من حجم الأرباح اليومية للتجار الموازيين، ووصلت بسعر الأورو إلى 12.85 ألف دج لقاء 100 أورو، فإن حمى الحجاج هذه المرة وفي ظرف أسبوع قفزت بالأورو إلى 13 ألف دج لكل 100 أورو عند البيع، بعد أن كانت عند 12.65 ألف دج خلال الأسبوع الماضي. ويبدو أن رحلة الحج إلى السعودية وتبعاتها التي تضمن راحة الحجاج هناك، يتنعم بها تجار بورصة بورسعيد قبلهم، حيث ارتفعت أرباحهم اليومية إلى حوالي 3 ملايين سنتيم في المعدل، بعد أن كانت لا تتعدى ال 3 آلاف دج قبل أسبوع فقط. انخفاض سعر الذهب السعودي وراء ذلك ولدى استفسارنا من التجار الموازيين حول هذا الارتفاع المفاجئ، أكدوا ل ”الفجر” أن ما يحدث نتيجة حتمية للإقبال المتزايد من قبل الحجاج، لا سيما وأن أسعار الذهب ملتهبة محليا، ومنخفضة بالسعودية، فضلا عن جودة ونوعية الذهب السعودي، بالإضافة إلى الراحة التي يطلبها الحجاج، ورغبتهم في التسوّق، وبالأخص النساء، لذا هم يطلبون الأورو بقوة. ويزاحمهم في ذلك رجال الأعمال وعملاء السوق الأوروبية، وبعض الجالية وموظفين أجانب، كلهم يتوافدون على هذه البورصة لاقتناء الأورو، ما يزيد من حركة صرف هذه العملة وتنشيطها، وأدى ذلك إلى استنزاف الاحتياطي وبداية نفاد مخزون التجار و”البارونات” المتحكمة في تسيير السوق، ما أرغمهم - حسب تصريحاتهم لنا - على رفع سعر الصرف في الأسبوع الأول من توافد الحجاج على هذه البورصة، في انتظار الأسابيع المقبلة، حين يتمكّن معظم الحجاج من استكمال مختلف الإجراءات الخاصة بملفاتهم، والتي تتزامن مع موعد انطلاق أول الدفعات إلى البقاع المقدسة. الدولار واليوان الصيني في فترة فراغ يمرّ الدولار بفترة فراغ هذه الأيام في البورصة الموازية، شأنه شأن اليوان الصيني، إذ لا تزال أسعاره المتداولة سابقا قائمة، ولا يزيد عن 7760 دج لكل 100 دولار، فيما بقي اليوان يراوح مكانه منذ أشهر، حيث يبلغ حاليا 760 دج فقط. وهي مؤشرات عدم اهتمام الزبائن المتوافدين على بورصة بور سعيد، وعدم اهتمام التجار بهما أيضا، بالرغم من أن الدولار يسجل تحسنا طفيفا مقارنة بالأورو في البورصة العالمية، إذ لا يتعدى الفارق بينهما 1.13 لصالح الأورو، بعد أن تجاوز 1.35 أورو سابقا. ويقول التجار في ذات السياق، إن تعاملات الشركات التجارية والمؤسسات الصناعية المحلية مع أوروبا وبعض الدول العربية، في تزايد مستمر في الآونة الأخيرة، ويتعاملون بالأورو أكثر على حساب الدولار، بالنظر إلى تحسن وتوطد العلاقات العربية مع الاتحاد الأوروبي من الناحية الاقتصادية، وانضمام الضفتين في مشروع التبادل الحر، الذي مسّ عددا من البلدان العربية، منها الجزائر منذ 2005، والتي قال عنها وزير المالية، كريم جودي، في تصريح سابق ”سنخسر مع الاتحاد الأوروبي 2.7 مليار أورو قبل حلول عام 2017”، موعد تجريد قائمة كل السلع التجارية المتفق عليها في التبادل البيني من الرسوم الجمركية.