انطلقت، سهرة أول أمس، بديوان رياض الفتح بالعاصمة فعاليات الطبعة الخامسة لمهرجان الموسيقى الأندلسية “الصنعة” الذي يدوم إلى غاية 5 من الشهر الجاري، وتعرف هذه التظاهرة التي جاءت تكريما للفنان الراحل مصطفى بحار المشهور في الوسط الفني ب”الحصًار” مشاركة أربع فرقة من مختلف مناطق الوطن مختصة في الفن الأندلسي الجزائري على غرار جمعية الفنون الجميلة من العاصمة والفن والنشاط لمدينة مستغانم، والراشدية من ولاية معسكر. افتتح المهرجان الذي غابت عنه وزيرة الثقافة بكلمة ألقاها رحماوي عيسى نيابة عن مقداد زروق المحافظ العام لمهرجان الموسيقى الأندلسية أكد فيها سعي وزارة الثقافة من أجل رفع التحدي على إحياء وبعث التراث الثقافي في الجزائر وفاء لمن خدموه من الأجيال السابقة على غرار عبد الكريم دالي ومصطفى اسكندراني محمد الفخار ومحمد العنقى وغيرهم من جهة، وتوسيع ثقافة تبادل الخبرات بين الجمعيات المشاركة من مختلف مناطق الوطن، لا سيما أن غالبية الفرق تضم عناصر شابة من جهة أخرى. واستهل الحفل في ليلته الأولى بوصلات غنائية من الفن الأندلسي الأصيل قدمتها الفرقة الجهوية لمدينة الجزائر تحت قيادة المايسترو الشيخ مصطفى بن قرقورة ورئيس الجوق مقداد زروق، حيث استمتع الجمهور الحاضر الذي غصت به قاعة ابن زيدون على مدار نصف ساعة من الزمن إلى اللحن الجميل والكلمات العذبة التي تفننت في أدائها حناجر الفنانين. وقدم الجوق الموسيقى مقاطع متواصلة من نوبة “غريب” التي عادت بالحاضرين الذين تفاعلوا معها بنوع من الإحساس إلى زمن الحب والوصال، وهو ما ظهر في انصراف “اش اينفعك” و”والفت في الفؤاد” كما استطاع الجوق أن يسافر بأذهان العشاق ومحبي هذا الفن النبيل إلى عالم الشوق واللهفة والحنين إلى الحبيب في مقطع “سرق الغصن محبوبي”، وعاد في “البشارة” إلى ترانيم الحياة وحلاوتها التي تشدو طربا على المسامع وتعانق أوتارها الأنامل. من جهتها، سجلت فرقة النشاط والفن لمدينة مستغانم متميزا كانت فيه نجمة السهرة حينما قدمت عناصرها الشابة والموهوبة التي تتراوح أعمارهم بين 8 و20 سنة بقيادة الشيخ لبوخ نزيم باقة متنوعة من الوصلات الموسيقية العذبة.