على مشايخ المالوف أن يفهموا أن الموسيقى الأندلسية ليست وحيا منزلا من السماء رافع الدكتور رشيد قرباص رئيس الجوق الوطني للموسيقى الأندلسية، عن مشروعه التجديدي في مجال الموسيقى التقليدية، ودعا في محاضرته مساء أمس بقاعة المحاضرات لقصر الثقافة مالك حداد بقسنطينة إلى ضرورة النهوض بالتراث الموسيقي وإخراجه من القوالب القديمة. وقال الدكتور قرباص الذي نشط محاضرة تحت عنوان «النوبات الجزائرية وتطوراتها» في إطار الطبعة الخامسة للمهرجان الثقافي الوطني للمالوف أن الأوضاع الحالية للموسيقى الأندلسية الجزائرية تحتاج إلى ثورة لإدخالها في الفضاء الفني العالمي، رافضا بعض الطروحات التي تعارض التجديد مشيرا إلى أن الموسيقى الأندلسية في حد ذاتها أجتهاد من طرف مبدعين أبتكروا النوبات وفق حدود معرفتهم وفي الظروف التي عاشوا فيها، بما معناه أن هذه الموسيقى لم تنزل من السماء، وقال إن بعض المشايخ يعتقدون أن كل ما ورثوه من عهد زرياب لا يجوز تغييره أو تجديده. وأوضح المتحدث أنه لن يتخلى على مشروعه وهو ماض فيه دون تردد لأنه مؤمن بأهمية ما يقوم به، مضيفا أنه عبد الطريق لهذا المشروع بخطوات جريئة بدءا من إنشاء الجوق المغاربي الذي سيقدم حوصلة حول البحوث الجارية لتوحيد الإيقاعات الموسيقية ومن ثم تطويرها. ولدى تطرقه إلى النوبات الموسيقية في الجزائر ذكر المحاضر بأن النوبة التلمسانية والنوبة القسنطينية كل في مجالها الموسيقى هي قابلة للتطور مع تكثيف البحوث والدراسات، كما أثبتت نتائج الدراسات بأن النوبة القسنطينية الحالية تحتاج إلى مزيد من الجهد لتطويرها وإعطائها البعد العالمي، ستشهدا بالاكتشاف الرائع الذي أحرزه الفنان والمبدع الموسيقى سمير بوكريديرة الذي وضع حتى الأن ست نوبات جديدة هي نتيجة بحوث ودراسات أكاديمية لنوع الموسيقى الأندلسية. وفيما يخص الموسيقيين والفنانين، قال المحاضر أن المشايخ لهم الحرية في التعامل مع المادة الموسيقية ولكن عليهم أن يعرفوا أن الجيل الجديد الذي يتخرج من المعاهد والكليات المختصة لن يسمح بتداول هذا التراث بشكلة القديم لأن هناك قواعد وأس يجري اعتمادها لتقديم منتوج فني جديد. وكانت المحاضرة التي تتبعها عدد قليل من المهتمين قد أثارت العديد من التساؤلات حول مستقبل المالوف، وتأسف بعض الحضور لغياب المعنيين من فنانين وموسيقيين لطرح أستفساراتهم وأنشغالاتهم أمام الدكتور قرباص. للإشارة أن الدكتور يقود الجوق الوطني للموسيقى الأندلسية الذي أنبثقت عنه أجواق جهوية تؤمن بالإبتعاد عن مذهبية الإستيعاب المتشدد، وهو يعمل في أكبر المعاهد الموسيقية في فرنسا وأس جوق البياسين بفرنسا والذي يضم كبار الموسيقيين من مختلف الجنسيات.