أكد أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة لايدن بهولندا، الدكتور محمد غالي، أن الإسلام كرم المعاق، وحرص على عدم جرح مشاعر هذه الفئة من خلال العديد من الآيات القرآنية والأحاديث والروايات التي تحث على رعاية المعاق، مشيرا إلى الواقع المختلف في الوقت الحالي، حيث تخجل الأسرة التي لديها معاق منه، والجيران لا يعاملون الأسرة التي لها معاق بشكل جيد، والمعاق نفسه لا يحصل على معاملة جيدة ومناسبة من المجتمع، وهذا يدل على غياب الوعي بالدين نفسه وبتقاليده وأخلاقه وأوامره وتعاليمه. جاء ذلك في بحث قدمه حول (حقوق المعاق في العالم الإسلامي ) في مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، ونشرت نتائجه في العديد من الصحف الهولندية، كما تناولته وسائل إعلام مسموعة ومرئية، ركز فيه على نظرت الإسلام للمعاقين، وأنهم ليسوا بعقاب لوالديهم كما يصورهم البعض في الغرب. وقال الدكتور غالي، إن إحدى المؤسسات الوطنية الهولندية تعمل على إنجاز مشروع لرعاية المعاقين في لاهاي، وبحكم أن فيها عددا كبيرا من المسلمين بالتالي سيكون هناك مسلمون في المركز ليستعينوا برأيه في الحاجات الضرورية التي يجب أن تتوفر في المركز للمسلمين، كما أنهم سيصدرون كتيبا باللغة العربية، وقد بادر بإعطائهم مجموعة من الملاحظات التي تهم المسلمين بشكل كبير، وأخذوها بعين الاعتبار وسيعملون بها. حقوق المعاقين وأوضح أنه بحث موضوع المعاقين وعلاقته بالإسلام، وبدأ بحقوق كبار السن في الإسلام، ووضع المسلمين في هولندا، وبحث في التاريخ الإسلامي وماذا يقول الإسلام عن ذلك، بعدها بحث حقوق المعاقين في الإسلام برسالة الدكتوراه، وجمعها في كتاب ”نظرات في علوم الدين والتشريع الإسلامي” الذي تصادف نشره مع الهجوم على الإسلام في هولندا، وكان الاهتمام بالخطوط العريضة مثل احترام كرامة المعاق وهل له الحق في الحصول على عمل، وقد تكلم عنها الإسلام بكل التفاصيل وهو ما أسميه تقابل فطر سماوية مع دين سماوي. صعوبات البحث وعن الصعوبات التي واجهته في إعداد هذا البحث في هولندا قال الدكتور غالي: ”عندما بدأ بحثي حول الحقوق المادية للمعاقين بين الشريعة الإسلامية وواقع المسلمين في هولندا، قال لي أحد الأساتذة إن ما تكتب عنه هو موضوع الحياة، و كل ما أبحث عنه متجدد، وسيشغل حياتي بشكل مستمر، ومن وقتها وأنا أبحث في هذا المجال، وعرفت عن مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة عام 2001، واستغرق البحث خمس سنوات، وواجه صعوبات علمية في البحث عن الإعاقة في الإسلام والمناهج المتبعة، وقضيت عامين في البحث عن مصادر، والصعوبة الأخرى خاصة بمقتضى الحال وهو ما نعانيه الآن من هجوم على الإسلام وتخوف الكثيرون من حساسية الموضوع عن الإسلام والمعاقين، بالإضافة إلى أن البحث ينفذ في العالم الغربي والشروط الصارمة المطلوبة هناك لإنجاز البحث”. الإسلام كرم المعاق وبين أن الإسلام كرم المعاق، وحرص على عدم جرح مشاعر هذه الفئة من خلال كتاب الهيثم بن عدي وكتابه ”ذوي العاهات من الأشراف”، وفتوى لابن حجر حينما سئل عن الكتاب تناول ما يقوله أهل عصره وذلك في القرن الثاني، حيث تناول عددا من الصحابة والتابعين المعاقين، وذكر أن فلانا أعرج، وفلان أقرع، وفلانا أعمى وغيرها، فجاءت الفتوى بإحراق الكتاب بحيث لا يجب أن يكون له أثر، كما تناولت ما ذكره ابن تيمية حول المعاقين وحقوقهم”. وأشار الباحث إلى أن بحثه المقبل سيكون عن الأخلاق الطبية في الإسلام، وكل ما يتعلق بزرع الأعضاء والتبرع بها وزراعة الخلايا، وكل ما يساعد المعاقين في المجال الطبي بهدف أن يظهر واقع اهتمام الإسلام بالإعاقة وبهمومهم ومعاناتهم ومحاولة التخفيف عنهم.