تضمن العدد الأول من أسبوعية "المسلمون" الصادرة عن جريدة صوت الأحرار جملة من المواضيع والملفات الدينية والفكرية ومن ذلك ملف حول الفتاوى الشاذة وحجاب الموضة ، كما احتوى العدد على حوارين مع الدكتور يوسف بلمهدي والدكتور محمد بن بريكة، وارتأى القائمون على هذه الأسبوعية أن تكون مساهمة فكرية وثقافية لتطوير الخطاب الديني وخدمة إعلامية هادفة للبحث عما وراء الأحداث وتداعياتها . افتتاحية العدد جاءت بقلم مدير جريدة صوت الأحرار محمد نذير بولقرون أوضخ من خلالها أن الهدف من إصدار أسبوعية" المسلمون " المتميزة بخطابها الوسطي وصوتها المعتدل هو" المساهمة في تطوير الخطاب الديني الحضاري بالاستناد على المرجعية الثقافية والحضارية بعيدا عن ثقافة الحقد وأفكار التطرف والغلو" وأكد بولقرون أن صدور الأسبوعية تزامن مع احتفال " صوت الأحرار" بالذكرى ال12 لتأسيسها :"آثرنا هذه المرة أن يكون احتفال جريدة صوت الأحرار" بذكرى تأسيسها وإطفائها الشمعة الثانية عشرة مميزا ومختلفا في آن، فإلى جانب الاحتفاء باستمرار صدور اليومية وتحصين مكانتها ضمن المشهد الإعلامي الوطني نحتفي أيضا بإصدار أسبوعية جديدة هي المسلمون" . احتوى العدد الأول من الأسبوعية على مواضيع شيقة وملفات واستطلاعات هامة على غرار ملف حول "الفتاوى الشاذة " حيث شدد المواطنون في الاستطلاع الذي أجرته الجريدة" وهم من فئات مختلفة من المجتمع الجزائري "على ضرورة مواجهة فوضى الفتاوى الشاذة التي كثرت مؤخرا مثل الفتوى التي تجيز الفوائد الربوية وفتوى تحليل الرشوة . وشكل " حجاب الموضة" محور ملف أثارته الأسبوعية للبحث في مدى مبالغة المرأة في عولمة الحجاب الشرعي التقليدي ، وتطرق الملف إلى بعض المشاهير من النساء اللواتي ارتدين الحجاب وحققن صدى إيجابيا في وسط المجتمعين العربي والإسلامي من بينهن الإعلامية خديجة بن قنة وزوجة الرئيس التركي والفنانة نادية بن يوسف . كما تضمن العدد حوارا مع الدكتور يوسف بلمهدي حول مواصفات حجاب المرأة المسلمة وما ارتبط به من التزام أخلاقي وسلوكي حيث أكد الدكتور بلمهدي أن العلمانيين الذين فصلوا بين أحكام الشريعة وسلوك الإنسان ومظهره هم الذين أثاروا الشبهات حول الحجاب فاعتبروا أن المهم هو جوهر الإنسان وليس مظهره أو ملبسه ،وأشار الدكتور إلى جملة من الشروط التي يجب أن تتوفر في الحجاب ومن ضمنها أن يكون ساترا لجسد المرأة وأن لايكون شفافا "،وحذر الدكتور من النماذج المستوردة من موضات غربية لاعلاقة لها بتقاليد الجزائر ولا بأحكام الشريعة الإسلامية وأكد في هذا الصدد: "ينبغي أن أشير إلى انحراف في لباس المرأة اليوم وهو ليس بحجاب مطلق مثل اللواتي يضعن خمارا على رؤوسهن مع سروال أو يرتدين قميصا بنصف كم يصف جسد المرأة وبالتالي لم يتحقق أي شرط من شروط الحجاب". وفي حوار آخر ل" المسلمون" اعتبر الدكتور محمد بن بريكة مانقلته مجلة "الإكسبريس " في الملف الذي حمل عنوان "الصدمة بين عيسى ومحمد " إساءة خطيرة للإسلام متهما مدير تحرير الجريدة "كريستيان ماكاريان" بضرب مشاعر المسلمين عرض الحائط ، ودعا بن بريكة إلى ضرورة التصدي لمثل هذه المحاولات مباركا ما قامت به السلطات الجزائرية بمنعها دخول العدد المسئ إلى أراضيها . وكتب رئيس تحرير الأسبوعية " يوسف شنيتي " في عمود الصفحة الأخيرة والذي حمل عنوان " مسلمون دون أعباء التاريخ" عن الخلافات المذهبية والطائفية التي أصبحت تشكل تهديدا للمسلمين الذين هم بحاجة إلى توحيد الصفوف لمواجهة الإستعداء الصهيوني الذي استفاد من هوانهم وضعف مواقفهم مشيرا إلى ماحدث في غزة مؤخرا ، وأكد شنيتي أن الجماهير التي غصت بها المدن والعواصم تنديدا بالحرب على غزة تجاوزت أعباء التاريخ وعبرت عن رغبتها في تدارك الضعف السياسي والعسكري والاقتصادي في مختلف الأقطار وتجاوز الخلافات المذهبية والطائفية وإلى جانب هذه المواضيع الهامة احتوى العدد الأول من مجلة " المسلمون " على مجموعة من المقالات التي تناولت مواضيع دينية من جوانب ثقافية وعلمية بأقلام أدباء وكتاب سجلوا حضورهم القوي في الساحة الثقافية في بلادنا على غرار العلامة محمد الصالح الصديق ، الشيخ شمس الدين ، الكاتب محمد قماري ، الأديب عبد الرزاق بوكبة ..الخ .