ردّ عبد المجيد مناصرة، الناطق الرسمي باسم جبهة التغيير الوطني، على دعوة حركة النهضة إلى تحالف الأحزاب الإسلامية استعدادا للانتخابات التشريعية، بأن حزبه، قيد التأسيس، "يريد تكتلا لقوى التغيير جميعا وليس تحالفا مع الأحزاب الإسلامية فقط، وهو تكتل كان سباقا إلى الدعوة إليه قبل شهر يجمع بين العلمانيين والإسلاميين والوطنيين الذين يريدون تغييرا حقيقيا في الجزائر ويتفقون على نفس المبادئ". ودعا مناصرة، أمس، إلى عدم التخوف من التيار الإسلامي في الجزائر، لأنه لم "يعد هناك تشدد سياسي ولا تطرف ديني فالمتشدد نزل إلى ساحة الاعتدال"، كما عبر عن رفض حزبه المشاركة في حكومة ما بعد الانتخابات التشريعية، إذا كانت مشكلة من نفس القوى الحزبية وتفرضها السلطة، التي دعاها لإنجاح التشريعيات باعتبارها "آخر فرصة للتغيير" ، تجنبا لتكرار النموذج المصري. وقال مناصرة، في موضع التغيير في الجزائر "إنه لا يريد سلطة جامدة وعنيدة ترفض ما جرى في تونس وليبيا وما يجري في سوريا تعارض ثورات الشعوب.. "فمن قال إن هذه الثورات جاءت من الخارج فهو يحتقر الشعب ولا يصلح للحكم"، مرجعا تخلف الجزائر عن التحول الديمقراطي إلى "تعطل الطبقة السياسية نتيجة الفساد السياسي"، كما عبر عن ثقته في الأحزاب الجديدة في المساهمة بمشاركة الشعب في التغيير المنشود. لكن مناصرة أثناء استضافته في حصة للقناة الإذاعية الأولى، صرح أن الجزائر ليست بحاجة إلى ثورة، بل إلى تغيير يأتي عن طريق الانتخابات إذا كانت نزيهة". وعاد مناصرة إلى مسألة انفصاله عن حركة مجتمع السلم، حزبه القديم، فعبر عن الانعكاسات السلبية والايجابية لهذا الانفصال، قائلا "فقدنا بخروجنا من حمس الشرعية القانونية والمناصب وحتى الممتلكات التي اشتريناها بأموالنا، كما فقدنا رصيدنا الفكري والسياسي، لكننا لا نتخبط فيما تتخبط فيه حمس بخروجها من التحالف الرئاسي"، مرجعا سبب هذا الخروج إلى "تدخل الإدارة في الحركة"، وأضاف "لقد انقلب السحر على الساحر"، في إشارة إلى طلاق حمس من التحالف الرئاسي، الذي اعتبره ضيف الحصة الإذاعية، قرارا لا يعنيهم في جبهة التغيير الوطني، "التي ترى في سياسة الراحل محفوظ نحناح لما كان رئيسا لحمس، أنها كانت مختلفة تماما عن سياسة أبوجرة سلطاني، الذي لا يملك برنامجا و يقول إن برنامجه هو برنامج الرئيس عكس نحناح الذي لم يكن منبطحا للسلطة حتى وهو معها ولم يكن ملزما بهذه السياسة".