جدّد الناطق باسم جبهة التغيير الوطني، عبد المجيد مناصرة، مطلبه بحكومة محايدة لتنظيم الانتخابات المقبلة وذلك لتفادي التزوير. وبرر مطلبه بما جرى سابقا من تعد على أصوات الناخبين في الاستحقاقات الماضية. وأشار مناصرة في هذا الصدد إلى وجود 3 ملايين مسجل غير حقيقي في القوائم الانتخابية. وانتقد مناصرة، أمس، في حصة ''أكثر من مجهر'' للقناة الإذاعية الأولى، ما اصطلح على تسميته ب''الإصلاحات''، مشيرا إلى أن السلطة قدمت الإصلاحات وقالت ''هذا هو القماش..''. واعترف مناصرة بأن أي سلطة مهما كانت لا تقدم تنازلات عن طيبة خاطر، ولكن وفقا للضغوط التي تواجهها سواء من المعارضة أو من الشارع، مؤكدا في هذا الصدد بأنه ''ليست هناك معارضة فعل، هناك معارضة قول فقط''. وأرجع ذلك للنظام الذي ''أفسد الحياة السياسية وأصبحنا في حياة سياسية فاسدة''. وعن الثورات العربية، قال مناصرة ''لا نريد للجزائر سلطة جامدة لا تتعاطى مع مطالب الشعب''، مبرزا ''من يعتقد أن ما جرى هو شأن تونسي أو ليبي أو مصري فهو شخص واهم، لسنا مع من يعتقد أن الجزائر حالة نشاز في المنطقة، ولا مع من يعتبر أن الثورات العربية آتية من الخارج، لأن ذلك احتقار للشعوب''. وبعد تأكيده أن الأحزاب الجديدة بإمكانها إخراج ''الحي من الميت وإصلاح الحياة السياسية''، انتقد مناصرة ضمنيا قرار حمس الأخير، مشيرا إلى أنهم ''أحرار في موقفهم وعليهم إقناع مناضليهم بذلك''، غير أنه استطرد قائلا: ''أعتقد أن الشعب سيعاقب هذه الأحزاب التي تتخبط في موقفها في الانسحاب والبقاء في الحكومة''. وعن سؤال حول ما إذا كان موقف حمس بالانسحاب من التحالف يراد به مقايضة السلطة لقطع الطريق أمام حصول جبهة التغيير على اعتمادها، رد مناصرة قائلا: ''أدرك أننا كنا معرضين لمؤامرة في الاعتماد''. ودافع مناصرة عن قرار انسحابه من حركة حمس الذي كان عن ''قناعة''، بالرغم، كما أشار ''مما فقدناه'' من وراء ذلك، خصوصا من مقرات فتحناها بأموالنا، لكن في المقابل كسبنا عدة أشياء منها احترام الآخرين لأننا ''لسنا ملزمين بالبقاء في حزب حتى ولو هو غارق''، في إشارة إلى انحراف الحركة عن مواقفها وثوابتها.