أكد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أمس، للفضائية التركية، ما نقلته “الفجر” في عدد سابق، عن زيارته إلى الجزائر، حيث قال إنه سيؤدي زيارة رسمية للجزائر مطلع شهر مارس المقبل، تخصص لدفع العلاقات الثنائية أكثر وتحقيق المزيد من المكاسب في الشق الاقتصادي والسياسي والإقليمي. قال أردوغان في حديثه للفضائية التركية إن زيارته مهمة، حيث ستجمعه بالعديد من المسؤولين، في مقدمتهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، فضلا عن لقاءات ثنائية مع ممثلي الطبقة السياسية، وعدة شخصيات في الدولة، يتطرق معهم خلالها إلى ملفات التعاون الثنائية في المجالات ذات الاهتمام المشترك، مع التأكيد على تطوير العلاقات بين البلدين أكثر. وواصل أردوغان بأن مستجدات الساحة العربية والدولية ستكون هي الأخرى نقطة مهمة في جدول الزيارة، مؤكدا أنه سيتناول مع الطرف الجزائري أهم التطورات والمستجدات المتعلقة بمنطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتجدر الإشارة إلى أنه سبق وأن أكدت “الفجر” زيارة مرتقبة لأردوغان للجزائر، نقلا عن رئيس حركة مجتمع السلم، أبوجرة السلطاني، الذي قال إنه وجه له دعوة حزبية. ومما لا شك فيه أن الزيارة التي سيؤديها أردوغان، ستكون فرصة للطرف التركي لإقناع الجزائر بالموقف التركي، فيما يتصل بتجريم البرلمان الفرنسي للحكومة التركية إزاء الأرمن، ولا سيما أن التصريحات الأخيرة للوزير الأول أحمد أويحيى، كانت مساندة علنا للموقف الفرنسي ومناهضة لرد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي طالب ساركوزي باعتراف حكومته بالجرائم الاستعمارية التي اقترفتها في الجزائر، قبل أن يطالب تركيا بالقيام بذلك إزاء الأرمن. وقد أثارت تصريحات الوزير الأول أحمد أويحيى حفيظة الأحزاب الإسلامية في الجزائر وفي مقدمتها حركة مجتمع السلم المنسحبة من التحالف الرئاسي، التي اعتبرتها “خطيرة جدا”. ومن جهتها وصفتها حركة النهضة ب”غير للائقة والداعمة للحكومة الفرنسية”. وهي ردة فعل طبيعية من التشكيلتين اللتين سبق وأن نسقتا في العديد من المرات مع الحكومة التركية، وأبرز تنسيق ظهر خلال رحلة أسطول الحرية الذي كان يهدف لفك الحصار عن قطاع غزة، فضلا عن أن الأحزاب الإسلامية جميعها تنهل من نموذج حزب “العدالة والتنمية” وتعتبره مثالا يجب الاقتداء به بالنظر لما حققه من نتائج في تركيا، عجز عنها حزب العمال اللائكي طيلة عقود من الحكم، ولا سيما على مستوى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وهو توجه برره عجز تركيا عن دخول الاتحاد الأوروبي، فأصبحت تركيا تركز على المنطقة العربية لتدارك ما أخفقت في تحقيقه أوروبيا.