أطربت فرقة "الڤوسطو" بقيادة المغني عبد المجيد مسكود، أمس، جمهور بروكسل الذي لم يجد المتأخرون مكانا للجلوس في أكبر قاعة لقصر الفنون الجميلة بوسط العاصمة الأوروبية. الفرقة التي أعيد تشكيلها بعد مرور خمسين سنة على الاستقلال استفادت من وجود جزائريين ذوي أصول يهودية من تغطية إعلامية محلية كبيرة. صاحبة الفكرة، سفيناز بوصبية، التي التقت بالصدفة في أزقة حي القصبة برئيس الفرقة الموسيقية وهو يبيع أغراضا قديمة، أرادت فقط شراء مرآة قديمة أعجبت بها في ذلك المحل القديم فوجدت نفسها أمام حكاية أدمعت عينيها، فقررت جمع شمل كل أصدقاء عازف الأكورديون القدماء وإعادة إحياء الفرقة. وهو عمل كلفها عامين من البحث والمجهود فأعادت إحياء الفرقة، التي استمتع بها جمهور بروكسل وتفاعل معها حتى ساعة متأخرة من ليلة أمس. انطلق الحفل بتحية من عبد المجيد مسكود "بونسوار، سلام، شالوم"، فاهتزت القاعة بالهتافات والزغاريد، ليتعاقب المغنّون الواحد تلو الآخر. حيث قدّم عبد القادر شرشام أغنية "عويشة والحراز"، وغنّى مسكود "يا دزاير يا العاصمة"، ليرد عليه موريس مديوني بأغنية "وهران وهران"، ثم روبير كاستيل، رغم كبر سنه وتغير في صوته بمواويل أندلسية صفق لها الجمهور طويلا والذي تمتع بأغنية 'أنا اسمي الأوريونتال لأنني سنتيمونتال". الشيخ ليامين غنى بدوره "الجزائر يا حبيبتي فيك أهلي وناسي"، ليلهب القاعة عن آخرها بالتصفيقات والزغاريد من أفراد الجالية الحاضرين هنا والذين جاؤوا من مختلف المدن البلجيكية للاستمتاع بهذا العرض الجيد. منظمة الحفل، نبيلة بلقاسم، أجهشت بالبكاء عندما رأت نجاح السهرة التي كلفتها الكثير من الوقت والتعب والاتصالات وكذا الانتقادات.