أخذت المغنية المغتربة كريمة نايت، أول أمس، جمهور قاعة الموفار إلى زمن ليالي المقاهي الباريسية الهادئة، بأغانيها التي مزجت بين اللغة العربية والفرنسية. ومن الحنين إلى الوطن والأم وألم الغربة،رحلت إلى فلسطين النضال، وختمت بأغنية عن الجزائر الأمل والغد الأفضل ''اليد في اليد رافعين ريسانا''. جمعت المغنية المغتربة كريمة نايت بين شبه فيروز في أغانيها الوطنية وصوتها الدافئ، وداليدا بصوتها القوي، عندما تغنّي باللّغة الفرنسية. واستطاعت أمام جمهور مميّز وذوّاق أن تفرض وجودها وتلفت الانتباه إليها، وترغم الجميع على الاندماج في عالمها الغنائي الذي مزج بين الجاز ومقاطع تشبه الموشّحات، ورقصات متناسقة وهادئة أدتها بأقدام حافية على منصة قاعة الموفار، على نغمات فرقتها الموسيقية المكوّنة من أربعة موسيقيين سويديين. واستمر حفل كريمة نايت، المنظم من طرف ديوان الثقافة والإعلام، في جو حميمي حوالي ساعة ونصف من الزمن، قدّمت فيه الجديد والقديم، وتطرقت إلى أغلب مواضيع الساعة. واستهلت المغنية حافية القدمين وصلتها بأغنية عن الشباب والجزائر، عن الغربة و''الحرفة'' وألم الفراق، تقول في مطلعها ''بلادي الجزائر.. قالوا مزطول.. قطعت البحور''، تلتها أغنية باللغة الفرنسية ''لو كنت نجمة أمريكية'' التي تشبه كثيرا أغاني الجاز في الثلاثينيات، لتنطلق بعدها في سلسلة من الأغاني الرومانسية الحالمة ''بنتي''، ''يا تايه طول النهار'' و''حلم''، وكانت في كل أغنية تقدم تعريفا بسيطا لها، وتتواصل مع الجمهور الذي صفق طويلا، لصوت هزّ الموفار وقلوب كل الحاضرين. لم تنس كريمة نايت القضايا القومية والإنسانية، فقدّمت من أروع أغانيها أغنية لفلسطين وأطفال الحجارة، خصّتها للشهيد محمد الدرة ''داري نشوفها قدامي.. دار السلام.. دار صلاح الدين وينك يا زمان.. دار محمد وباباه إلي غدرهم لامان''، وواصلت وصلتها الغنائية النضالية بأغنية ''سلام'' ثم ''نضال''. وكان مسك الختام بأغنية عن الجزائر، حرّكت الحضور بقاعة الموفار، فانطلقت الزغاريد على وقع كلمات ''بلادي نحب نعيش فيها في سلام.. محال ننساو قصة بلادنا... الجزائر واقفة في كل زمان.. فطيمة نسومر وعبدالقادر''، وأخيرا أغنية ''نديروا اليد في اليد رافعين ريسانا.. جيل الاستقلال إلى الأمام''، ولم تترك كريمة نايت المنصة، إلا بعد أن لبّت طلب الجمهور الأخير بأغنية ''ألي حيرلي بالي الغرام صعب''.