يرفع المنتخب السوداني لكرة القدم راية “التحدي” في محاولة للتفوق على نفسه في بداية مسيرته ببطولة كأس الأمم الإفريقية حيث يلتقي نظيره الإيفواري اليوم. رغم نجاح كل من الفريقين في الفوز بلقب البطولة مرة واحدة سابقة، تباين مستوى وظروف الفريقين كثيرا في السنوات الماضية، لتكون المباراة بينهما بمثابة مواجهة غير متكافئة من الناحية النظرية. ولم يكن المنتخب السوداني “صقور الجديان” يتمنى بالطبع أن تكون بداية مسيرته في البطولة أمام فيلة كوت ديفوار المرشحة بقوة لإحراز اللقب. المواجهة ستكون صعبة بالنظر للفارق الهائل في الإمكانيات بين كتيبة الفيلة التي تعتمد على مجموعة من المحترفين في أكبر الأندية الأوروبية، وقافلة صقور الجديان التي تعتمد على مجموعة لاعبين جميعهم من الناشطين بالدوري المحلي. يدرك كل من الفريقين أنه من الصعب التسليم بأن النتيجة محسومة، خاصة أن الحماس والرغبة في تحقيق الفوز يجب أن تكون في أعلى درجاتها. وربما يكون المنتخب الإيفواري من بين المنتخبات صاحبة السمعة الرائعة على الساحة الإفريقية، ولكن مشكلة الفريق تكمن دائما في أن الإنجازات لا ترتقي دائما إلى حجم التوقعات التي تصاحب مشاركته في البطولات، ومن ثم لم يحرز المنتخب الإيفواري لقب كأس الأمم الإفريقية سوى مرة واحدة على مدار 18 مشاركة سابقة له في النهائيات. ويضاعف من رغبة هذا الجيل في إحراز اللقب أن بعض عناصره وفي مقدمتهم المهاجم الشهير والخطير دروغبا قائد الفريق قد لا تتاح لهم فرصة جديدة للمشاركة في الكأس الإفريقية مع اقترابهم من سن الاعتزال. ويضاعف من قوة الفريق الحالي أن كل نجومه من المحترفين في أوروبا مثل دروغبا وسالومون كالو وكولو توريه ويايا توريه وديدييه زوكورا، باستثناء لاعب واحد فقط هو عبد القادر كيتا المحترف في السد القطري. ويدرك الفيلة أن المفاجآت واردة خاصة في ضربة البداية، لاسيما وأن لاعبي المنتخب السوداني يمتلكون المهارات الفنية الكبيرة، كما يتميزون بالتماسك الشديد والانسجام، في ظل اعتماد الفريق بشكل كبير في تشكيلته على نجوم المريخ والهلال السودانيين. ويضم منتخب السودان مجموعة من اللاعبين هم الأفضل في تاريخ الكرة السودانية منذ جيل عام 1970 ومنهم هيثم مصطفى قائد الفريق ولاعب خط وسط الهلال، وأحد أكثر اللاعبين خبرة نظرا لمشاركاته مع الفريق في دوري أبطال إفريقيا، واستمراره مع المنتخب السوداني منذ سنوات طويلة.