عدنان البوشي ل”الفجر”: “المطلب القطري لإرسال قوات عربية غير ممكن واقعيا” قدم الفريق أول محمد أحمد مصطفى الدابي، رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سوريا، أمس السبت تقريره إلى نبيل العربي، أمين عام جامعة الدول العربية، والذي سيقوم بدوره برفع التقرير إلى اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية التي أجَّلت اجتماعها إلى اليوم الأحد. فقد نقلت الوكالة الرسمية السورية للأنباء ”سانا” عن السفير عدنان عيسى الخضير، رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا، أن أمين عام الجامعة العربية هو من سيرفع تقرير البعثة إلى اللجنة الوزارية المعنية لدراسته ورفعه مع عدد من التوصيات إلى مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية في اليوم ذاته، لاتخاذ القرار المناسب في شأن مستقبل بعثة المراقبين العرب إلى سوريا. بدوره، كشف علي جاروش، مدير الإدارة العربية بجامعة الدول العربية، نائب رئيس غرفة عمليات البعثة، ”أن هناك توجُّها عامَّا يرى التمديد لمهمَّة المراقبين لمدة شهر آخر، على أساس أن البعثة بدأت عملها تدريجيا، وأن عملها اكتسب الزخم المطلوب خلال الفترة الأخيرة فقط”. وكان الدابي قد أصدر في وقت سابق بيانا صحفيا قال فيه وفقا ل”بي بي سي” إن تقريره الدوري الثاني ”يأتي بعد مضي نحو 23 يوما من انفتاح القطاعات على مهمة البعثة التي شملت مختلف المناطق السورية، خصوصاً تلك التي شهدت اضطرابات ومواجهات”. وأضاف أن الفرق الخمسة عشر من المراقبين ”تعمل في المناطق المختلفة وتغطي كل مدينة وقرية، وقد أدَّت مهمتها بأعلى درجات النزاهة والموضوعية والشفافية”. وتابع قائلا: ”لقد وقفت البعثة على مسافة واحدة من جميع الأطراف، وهو ما أدَّى إلى قبولها من الفرقاء المختلفين”. وسيُكرَّس اجتماع اليوم الأحد لبحث مستقبل بعثة المراقبين العرب في سوريا، والتي انتهى الخميس الماضي التفويض الممنوح لها، وكانت مدَّته شهرا واحدا قابلا للتجديد بموافقة الطرفين، أي الجامعة العربية والحكومة السورية. وكان أحمد بن حلي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، قد قال في تصريحات صحفية إن رئيس فريق المراقبين سيقدم ”تقريرا حاسما” بالنسبة لاستمرار عمل البعثة في سوريا أم إنهائها. بدورها دعت منظمة هيومن رايتس ووتش مجلس الأمن إلى فرض عقوبات على دمشق من أجل وقف العنف، داعية الجامعة العربية إلى نشر تقرير الدابي حول الوضع في سوريا. في غضون ذلك، حذَّر مسؤولون أمريكيون من أن واشنطن قد تغلق سفارتها في دمشق في ضوء المخاوف الأمنية المتزايدة مع استمرار تدهور الوضع في سوريا. وقال المسؤولون إنهم تحدثوا إلى السلطات السورية، فضلا عن الحكومتين البريطانية والصينية اللتين لهما سفارات قريبة من مبنى السفارة الأمريكية، بيد أنه لم يُتَّخذ بعد قرار في هذا الصدد. وفي السياق أكّد مستشار الإمام السيّد علي الخامنئي علي أكبر ولايتي أنّ سوريا تتعرض ل”مؤامرة دولية” لكنها ستتجاوزها. وقال ولايتي أنّ سوريا تشّكل ”خطا أحمر” بالنسبة لطهران. وأشار إلى اننا لن نسمح لأحد من المتطفلين الدوليين والإقليميين بالتدّخل فيها بهدف إسقاطها. موضحا أنّ تلك المحاولات هي كالسعي خلف السراب والوهم واتهّم دولا على رأسها فرنسا بإرسال السلاح إلى داخل سوريا. القسم الدولي
الناطق باسم لجنة دعم مطالب الشعب السوري في التغيير، عدنان البوشي ل”الفجر”: “المطلب القطري لإرسال قوات عربية غير ممكن واقعيا” أكد عدنان البوشي الناطق باسم لجنة دعم مطالب الشعب السوري في التغيير، أن المعارضة السورية تنظر إلى المطلب الذي اقترحته دولة قطر على لسان أميرها بخصوص ضرورة إرسال قوات عربية إلى سوريا، بعين الحذر، مشيرا في تصريحات ل”الفجر“ على هامش الوقفة التي نظمتها اللجنة أمس، أمام سفارة سوريا في الجزائر، أن فكرة إرسال قوات عربية لا يمكن تنفيذها وقال: “نحن نشكر قطر على موقفها الداعم للثورة السورية ولكننا نرى أن تطبيقها أمر غير ممكن لوجيستيا وواوقعيا”، وأضاف: “النظام السوري رفض دخول المراقبين العرب إلى عدة مناطق جغرافية تعتبر الأكثر سخونة، فكيف سيقبل بدخول قوات عسكرية دون أن يتم مواجهة ذلك بالقوة وهو ما سيعقد المسألة”. هذا وأوضح المعارض السوري أن رحيل النظام السوري لا بد أن يتم من خلال الحلول السياسية وليس العسكرية، كما يقول: “رحيل الأسد بات أمرا حتميا وما هو إلا مسألة وقت، إلا أن الخيار العسكري يجب أن يكون بعيدا”. وعن حالة المعارضة السورية التي توصف بأنها “مشتتة” قال عدنان: “من الطبيعي أن تكون هناك اختلافات في وجهات نظر المعارضة، لا يمكن لكل أطياف المعارضة السورية أن تتوحد فهذا أمر غير واقعي بحكم الأيديولوجيات المختلفة، إلا أننا نرى في أن المجلس الوطني السوري الذي يترأسه غليون يشكل الإجماع الأكبر ونحن ملتفون حوله لكننا نطالبه بضرورة أن يكون أكثر احتواء لجميع التيارات من أجل تحقيق الهدف المشترك الذي هو رحيل نظام الأسد”.