أُعلن في القاهرة أن الفريق أول محمد أحمد مصطفى الدابي، رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سوريا،قدِّم أمس السبت تقريره إلى نبيل العربي، أمين عام جامعة الدول العربية، والذي سيقوم بدوره برفع التقرير إلى اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية التي أجَّلت اجتماعها إلى اليوم الأحد. فقد نقلت الوكالة الرسمية السورية للأنباء ''سانا'' عن السفير عدنان عيسى الخضير، رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سورية، تأكيده أن الفريق الدابي سيعود من دمشق إلى القاهرة السبت للقاء العربي وإطلاعه على مجمل تطورات الأوضاع في سوريا وتسليمه تقريره الثاني حول ما رصده المراقبون العرب ميدانيا على مدى شهر في مختلف المناطق السورية. وقال الخضير إن الفريق الدابي أرجأ عودته إلى القاهرة 48 ساعة بعد تأجيل اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية من السبت إلى الأحد. وأوضح الخضير أن أمين عام الجامعة العربية هو من سيرفع تقرير البعثة إلى اللجنة الوزارية المعنية لدراسته ورفعه مع عدد من التوصيات إلى مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية في نفس اليوم لاتخاذ القرار المناسب بشأن مستقبل بعثة المراقبين العرب إلى سوريا. بدوره، كشف علي جاروش، مدير الإدارة العربية بجامعة الدول العربية ونائب رئيس غرفة عمليات البعثة، ''أن هناك توجُّها عامَّا يرى التمديد لمهمَّة المراقبين لمدة شهر آخر، على أساس أن البعثة بدأت عملها تدريجيا، وأن عملها اكتسب الزخم المطلوب خلال الفترة الأخيرة فقط''. وكان الدابي قد أصدر في وقت سابق بيانا صحفيا قال فيه إن تقريره الدوري الثاني ''يأتي بعد مضي نحو 23 يوما من انفتاح القطاعات على مهمة البعثة التي شملت مختلف المناطق السورية، خصوصاً تلك التي شهدت اضطرابات ومواجهات''. وأضاف أن الفرق الخمسة عشر من المراقبين ''تعمل في المناطق المختلفة وتغطي كل مدينة وقرية، وقد أدَّت مهمتها بأعلى درجات النزاهة والموضوعية والشفافية. وتابع قائلا: ''لقد وقفت البعثة على مسافة واحدة من جميع الأطراف، وهو ما أدَّى إلى قبولها من الفرقاء المختلفين''. وسيُكرَّس اجتماع اليوم لبحث مستقبل بعثة المراقبين العرب في سوريا، والتي انتهى الخميس الماضي التفويض الممنوح لها وكانت مدَّته شهرا واحدا قابلا للتجديد بموافقة الطرفين، أي الجامعة العربية والحكومة السورية. وكان أحمد بن حلي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، قد قال في تصريحات صحفية إن رئيس فريق المراقبين سيقدم ''تقريرا حاسما'' بالنسبة لاستمرار عمل البعثة في سوريا أم إنهائها. على صعيد آخر لوحت الولاياتالمتحدة أمس الجمعة بإمكانية إغلاق سفارتها في سوريا قريبا ونقل جميع موظفيها بسبب تدهور الوضع الأمني، معربة عن اعتقادها أن الرئيس السوري بشار الأسد لم يعد يسيطر بشكل كامل على البلاد بعد عشرة أشهر من الاحتجاجات. وقال مسؤولون أميركيون إنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن إغلاق السفارة وهي خطوة قد تؤدي إلى تفاقم التوترات بين واشنطنودمشق. وجاء هذا التهديد الأميركي مع إعلان البيت الأبيض أنه يعتقد أن الرئيس بشار الأسد لم يعد يسيطر بشكل كامل على البلاد الأمر الذي اعتبره مراقبون تصعيدا في اللهجة الأميركية ضد دمشق بعد عشرة أشهر من الاضطرابات.