أكد رئيس الهلال الأحمر الجزائري، حاج حمو بن زغير، أن المنظمة اتخذت كافة الاحتياطات تحسبا “لحركة كبيرة” للتوارڤ الفارين من المعارك شمال مالي، موضحا أن “عدد النازحين في الوقت الحالي لا يحتاج إلى إقامة مخيمات لاستقبالهم”. قال بن حمو في تصريحات إعلامية، أمس، إن “الهلال الأحمر الجزائري حاليا في مرحلة الانتظار وتحضير نفسه لحركة كبيرة محتملة للسكان الماليين من التوارڤ الذين قد يلجأون إلى نحو الحدود الجزائرية حيث يشن المتمردون التوارڤ منذ 17 جانفي الفارط هجوما واسع النطاق في شمال مالي. وتعرضت عدة مدن لهجمات، ما أجبر عشرة آلاف شخص على الأقل على النزوح واللجوء إلى مخيمات في مالي والنيجر وموريتانيا. وأوضح بن زغير أن “عدد النازحين إلى الجزائر في الوقت الحالي ليس كبيرا وأغلبهم من التوارڤ الذين لديهم صلة قرابة مع توارڤ جزائريين والوضع لا يحتاج إلى إقامة مخيمات لاستقبالهم”. وتابع “لكننا اتخذنا كافة الاحتياطات لاستباق أي نزوح كبير للسكان”. وأضاف أن “الهلال الأحمر الجزائري يملك خبرة كبيرة في التعامل مع النزاع في شمال مالي منذ التسعينيات”، وأردف بأن “في حالة نزوح لاجئين توارڤ نحو الجزائر فإن عددهم لن يزيد عن “مئات العائلات” وسيتم استقبالهم في برج باجي المختار على الحدود الجزائرية المالية بالنظر إلى توفر وسائل الاستقبال والتمركز الجيد للهلال الأحمر في المنطقة. ويرى رئيس المنظمة أن “الهلال الأحمر الجزائري يبعث مساعدات بشكل دوري إلى شمال مالي تقدر بعشرين إلى ثلاثين طنا في كل مرة، آخرها منذ بضعة أيام”. وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المالي، سومايلو بوبيي مايغا، قد أشاد أول أمس بالمساعدة الجزائرية لتسوية الوضع السائد في شمال مالي، عقب استقباله الإثنين من طرف الرئيس بوتفليقة حيث أوضح مايغا “جئت مبعوثا من الرئيس أمادو توماني توري للقاء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة حتى أضعه في صورة الوضع السائد في مالي وأعرب له عن امتنان الدولة والشعب الماليين للتضامن الدائم الذي نحظى به من الجزائر في مختلف الأوضاع سواء كانت جيدة أو غير ذلك”. وأكد مايغا الذي قاد وفد الحكومة في المفاوضات التي جرت مع المتمردين في الجزائر أن بوتفليقة أعرب عن استعداده للمساهمة في “إيجاد حلول للمشاكل التي تمر بها بلاده الآن في إطار سلمي وكل ما يخص العلاقة بين دولة مالي والسكان”.