شنت قوات الجيش عمليات تمشيط واسعة النطاق، على خلفية الأحداث الأخيرة التي شهدتها الحدود المشتركة بين ولايات بومرداس تيزي وزو والبويرة، حيث عمدت قوات الجيش إلى تطويق وحصار كامل لمعاقل الجماعات الإرهابية في هذا المثلث الذي يعرف بالتواجد المكثف للجماعات الإرهابية المسلحة. وتأتي هذه العملية على خلفية ورود معلومات تفيد بتحرك مجموعة إرهابية بالمنطقة. في محاولة منها لفك الحصار المضروب على مجموعة إرهابية في الجبال الحدودية لعمال ببومرداس والأخضرية بولاية البويرة، التي فرضت عليها قوات الأمن طوقا أمنيا كبيرا، موازاة مع العملية العسكرية في جبال المنطقة لضرب فلول الجماعات الدموية في كل من عمال، قادرية، الأخضرية والكروم وكذا الحدود الغربية لتيزي وزو. وأضاف المصدر الذي أورد الخبر أن قوات الجيش تقوم بعمليات تمشيط واسعة على محور إعكوران وأكفادو مرورا بغابات زكري وأدكار، على الخط الرابط بين ولايتي بجاية وتيزي وزو، حيث تقوم بمطاردة الجماعات الإرهابية النشطة بالمنطقة، والتي تبنت مؤخرا تنفيذ عملية إيعكورن التي راح ضحيتها حوالي 15 جنديا وإصابة آخرين. كما تمكنت القوات المشتركة من القضاء على 5 إرهابيين بمعاقل الجماعة الإرهابية في الغابات، وتدعمت عملية اقتحام المحور الغابي بفرق المظليين والمروحيات وبالقصف المدفعي لتدمير مخابئ الجماعات الإرهابية، وتعرية الغطاء الطبيعي نظرا لتضاريس المنطقة الوعرة. وتواصل قوات الجيش محاصرة مجموعة إرهابية بجبال سيد علي بوناب بالمنطقة الحدودية بين ولايتي بومرداس وتيزي وزو، إذ تفيد الأخبار الواردة بأن قوات الأمن تحاصر حوالي 10 إرهابيين. كما تمكنت مؤخرا من تفكيك مخبأين بالمنطقة ذاتها كانت تستعملها الجماعات الإرهابية لتخزين المؤونة والأسلحة. كما أفادت مصادر متطابقة بأن العملية جاءت على خلفية تواصل عمليات التمشيط وترصد تحركات مشبوهة بالغابة والمناطق المجاورة لها بعد الاعتداء الإرهابي الذي استهدف الجيش مؤخرا بموقع مركز للمراقبة العسكرية بإقليم إيعكورن الواقعة بين تيزي وزو وبجاية، حيث تم رصد تحرك مجموعة إرهابية أخرى تحاول الدخول إلى المنطقة لفك الحصار المضروب على الجماعة الإرهابية. فيما تؤكد مصادر محلية، أن حقل الهواتف النقالة يشهد تشويشا ملحوظا منذ أسبوع، خاصة مع استمرار عمليات التمشيط ومحاصرة المجموعات الإرهابية بمعاقلها لمنعها من الاتصال بجماعات الدعم والإسناد وبجماعات دموية أخرى، ولمنعها من استعمال الهواتف النقالة في تفجير المركبات. مع العلم أنه تم حجز عدد كبيرة من المركبات المسروقة نهاية الأسبوع الماضي، يعتقد أنها كانت موجهة لتكون قنابل موقوتة يتم تفجيرها عن طريق الهواتف، مما دفع السلطات الأمنية إلى التشويش على حقل الهاتف النقال.