ضاعفت أجهزة الأمن المشتركة إجراءاتها ورفعت من درجة جاهزيتها إلى أقصاها بعد تجدد العمليات الاعتدائية التي نفذها تنظيم ما يعرف بالجماعة السلفية للدعوة والقتال والتي مست كل من البويرة وتيزي وزو مركزة على المناطق المحتمل استهدافها على غرار المراكز الإدارية، مقرات الأمن وكذا المحاكم ومجالس القضاء. كثفت قوات الجيش المدعمة بفرق متخصصة في مكافحة الإرهاب تدابيرها الأمنية خاصة بمنطقة الوسط التي تبقى منطقة نشاط الجماعات الإرهابية المسلحة وعززت من تواجدها كما امتدت إلى تنقل قادة القطاعات العملياتية الذين عاينوا بأنفسهم الحواجز الأمنية بها والوقوف على مدى تفطن رجال الأمن لمواجهة أي تفجير انتحاري محتمل يعمد إلى تنفيذه الإرهابيون لتأكيد تواجدهم موازاة مع أيام النصف الثاني من شهر رمضان والذي سيراهنون عليه لتوقيع مجازرهم في محاولة لتجاوز الفشل المسجل في جميع عملياتهم الانتحارية. وتشهد كل من بومرداس، البويرة، تيزي وزو والعاصمة على وجه الخصوص تعزيزات احترازية غير مسبوقة، كما تدعمت الآلة العسكرية بهذه المناطق بجنود إضافيين لاكتساح الغابات والجبال في عمليات تمشيط وقصف لتدمير المخابئ والكازمات التي تعتمدها الجماعات الإرهابية للاحتماء بها وتخزين الذخيرة والمؤونة، فضلا على تبني مخطط أمني لحماية المواطنين وممتلكاتهم بنشر أعوان الأمن بالزي المدني بعدة مناطق لإحباط أية محاولة لإبتزاز الفلاحين والمواطنين. وأعلنت أجهزة الأمن حالة استنفار على مستوى منطقة بومرداس بعد تلقيها معلومات استنادا إلى اعترافات تائبين وموقوفين تشير إلى استهداف مواقع حساسة بها على غرار مجلس القضاء خاصة وأن المنطقة تبقى النواة الحقيقية للتنظيم المسلح رغم فرار التنظيم إلى منطقة القبائل مستغلين شبكات الدعم والإسناد التي تتواجد في أغلبها في وسط بومرداس. وحسب متتبعي الشأن الأمني، فإن التهديدات الإرهابية لا تزال قائمة خاصة بعدما فشل زعماؤه في قيادة تفجير انتحاري استعراضي يعيد صورة المجازر إلى الأذهان في وقت فرضت فيه التشديدات الأمنية ويقظة مصالح الأمن وتوخيها الحذر الشديد حصر تحركات الجماعات الإرهابية وإحباط العمليات الانتحارية من أولها قبل أن تخلف حصيلة ثقيلة مثلما حدث الشهر الفارط ببرج منايل حينما تفطن رجل الأمن المكلف بالحراسة إلى دراجة الانتحاري وأمره بالتوقف قبل أن يطلق عليه وابلا من الرصاص وبعدها عملية نوعية ثانية بمخرج الثنية ببومرداس، أين تم القضاء على ثلاثة إرهابيين انتحاريين كانوا على متن سيارة سياحية باتجاه مدن شرق العاصمة فضلا على تفكيك قنابل تقليدية كانت تستهدف دوريات رجال الأمن وقوات الجيش بالعديد من المناطق.