أعلنت أحزاب وشخصيات علمانية اندماجها داخل حزب واحد بهدف إنشاء كتلة قوية تحدث التوازن في ظل سيطرة حركة النهضة الاسلامية على الحكم بعد فوزها في الانتخابات الأخيرة. ومنيت الاحزاب العلمانية بهزيمة قاسية في الانتخابات التي جرت في 23 أكتوبر الماضي بينما حققت حركة النهضة الاسلامية فوزا كاسحا بعد أن تمكنت من الحصول على 89 مقعدا في المجلس التأسيسي من مجموع 217 مقعد. وشكلت النهضة الحكومة مع حزبين علمانيين هما التكتل والمؤتمر. وضم الحزب الجديد الذي أعلن عنه يوم السبت في قصر المؤتمرات بالعاصمة الحزب الديمقراطي التقدمي، أبرز حزب معارض لبن علي، قبل هروبه في 14 جانفي والحزب الجمهوري وحزب آفاق وحزب الإرادة وحركة بلادي. وخلافا للتوقعات لم يحصل الحزب التقدمي إلا على 15 مقعدا في المجلس التأسيسي، بينما نال حزب آفاق خمسة مقاعد. كما ضم الحزب الذي سيعقد مؤتمره الاول في وقت قريب عددا من الشحصيات البارزة، بينها وزير التشغيل السابق سعيد العابدي وعبد العزيز الرصاع، وزير الصناعة السابق والياس الجويني، وزير الاقتصاد السابق. وقال نجيب الشابي، مؤسس الحزب الديمقراطي التقدمي أمام مئات من أنصاره ”نتائج الانتخابات لم تكن عنصرا مشجعا لعودة الاستثمار الاجنبي ولا استمرار الاستثمارات المحلية” وقال لرويترز ”هذه المبادرة بلم أحزاب حداثية وسطية هدفها خلق توازن في القوى وحتى نعد أنفسنا بشكل جيد للاستحقاقات المقبلة في أفضل الظروف.. تجميع القوى بأكبر عدد لا يكفي ويتعين علينا تطوير الخطاب والوصول الى كل الفئات المحرومة”. وأضاف أن المبادرة تسعى الى إظهار الوجه الحقيقي لتونس في ظل تضرر صورتها نسبيا في الخارح بسبب بعض الشعارات الدينية المتشددة والتضييق على الحريات أحيانا. من جهته، قال يوسف الشاهد، رئيس الحزب الجمهوري ”أمامنا فرصة تاريخية لقلب موازين القوى ونحن نخوض معركة ستحدد مستقبل تونس على المستويين المتوسط والبعيد”. وتجري مفاوضات لضم حركة التجديد وهي من بين أكبر قوى اليسار في البلاد الى هذا الحزب. وتسعى الحركات العلمانية في البلاد الى ترتيب بيتها والاستعداد للانتخابات المقبلة التي من المقرر أن تجري العام المقبل بعد فوز حركة النهضة. ومنذ الاطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي اشتد الخلاف بين الاسلاميين والعلمانيين. ويقول العلمانيون إن قيمهم أصبحت مهددة في ظل فوز النهضة والسماح للسلفيين بالتحرك بحرية والتضييق على حرية التعبير والملبس. وواجه حزبا المؤتمر والتكتل انتقادات واسعة بسبب التحالف مع النهضة في الحكومة ذكر مصدر أمني أن الشرطة التونسية عثرت على نحو 25 بندقية آلية من نوع كلاشينكوف وكمية كبيرة من الذخيرة مخبأة داخل منزل شاب سلفي يشتبه في انتمائه إلى ”تنظيم القاعدة”.