لا يزال سكان دوار “الزرادلة” المتواجد بإقليم بلدية الحمري، يعيشون في ظروف جد صعبة غابت عنها أدنى ضروريات الحياة من وسائل نقل وقنوات الصرف الصحي إلى اهتراء الطرقات، وذلك على الرغم من مراسلة المسؤولين المحليين في عدة مناسبات. ويتصدّر قائمة المشاكل غياب النقل الذي يعاني منه هؤلاء منذ عدة سنوات، حيث لم تشفع حزمة المراسلات التي وجّهت إلى الوصاية لاحتواء الوضع المزري، وبقيت مديرية النقل عاجزة عن رفع الانشغال ومجاراة الأوضاع التي باتت تقلق نحو 600 نسمة، لا سيما شريحة الطلبة الجامعيين والعمال. وقد أرهقت هاته الظروف السكان الذين أضحوا يعانون الأمرّين في التنقل إلى غاية بلدية جديوية، على مسافة تزيد عن 30 كلم عن منطقتهم العام الماضي بعد تلقيهم لجملة من الوعود من لجنة تابعة لمديرية النقل لتمديد خطوط الناقلين، اصطدمت بعقبة رفض الناقلين الخواص الذين يتجاوز عددهم العشرة، لأسباب مجهولة. وفي سياق المعاناة، يبقى دوار الزرادلة ببلدية حمري يشكو نقائص اهتراء الطرقات، التي أضحت كارثية جراء تدهورها، لتزداد سوءا حين تساقط القطرات الأولى من الأمطار، التي تجبرهم على عدم التنقل والاعتكاف في منازلهم لتفادي السير على الأوحال وتحاشي البرك المائية. وبالمقابل، يطالب المواطنون بتجسيد مشروع الصرف الصحي الذي أعلن عنه منذ سنة 2006، ولم ير النور إلى يومنا هذا، متسائلين عن مستقبل هذا المشروع الذي انتظروه منذ نصف قرن، أمام عجز مصالح البلدية في إيجاد حل نهائي لمشاكلهم. وفي ذات السياق، يناشد أولياء التلاميذ دواوير بلديتي أولاد سيدي الميهوب والحمري التابعتين إداريا لولاية غليزان، والي الولاية، وكذا القائمين على قطاع التربية بضرورة إنجاز ثانوية بتراب بلديتهم لتوفير ظروف تمدرس أفضل لأزيد من 300 تلميذ الذين يزاولون دراستهم بثانوية حمري لتبقى معاناتهم مستمرة لعقود بتحمّل أوليائهم مصاريف النقل الإضافية التي تفوق يوميا ال30 دينار.