ما زالت أزمة التموين بغاز البوتان قائمة على أشدّها في كل جهة من ولاية سكيكدة، تمثلت في إقدام سكان ثلاث قرى هي البلوط والأغواط والقرية بمنطقة العربي بن مهيدي، شرق سكيكدة، في غلق حركة المرور عبر الطريق الولائي المؤدي إلى المنطقة الصناعية البيتروكيماوية وإلى بلدية فلفلة. وقبل ذلك بيومين، سجلت عبر عدة جهات بالجهة الغربية للولاية احتجاجات سكانية عديدة، وخصوصا القاطنين في بلديات أولاد عطية وخناق معيون وقنراع، وهي الجهات التي تضررت أكثر من غيرها من تساقط كثيف ومتواصل منذ أسبوعين للثلوج بلغ سمكه في بعض النواحي أكثر من مترين في العلو. وأمام تضاعف استهلاك قارورات الغاز، أصبح من المتعذر على سكان غالبية بلديات الولاية الحصول على حاجياتهم الضرورية من هذه المادة الحيوية، التي تنتج محليا عبر مصنع تجميع الغاز الطبيعي بسكيكدة الذي يزوّد كل ولايات شرق البلاد بالغاز المستخدم في تعمير قارورات الغاز، وخاصة مصنع بونوارة بالخروب. وتنتصب يوميا طوابير الغاز ابتداء من الساعة الرابعة صباحا وإلى الثامنة مساء أمام محطة الوقود بالسيسال، غرب مدينة سكيكدة، للحصول على قارورتين لكل مواطن. ويلاحظ أن هذه المحطة لا تتلقى يوميا أكثر من 700 قارورة لا تكفي لتلبية حاجيات نصف الأشخاص الذين يصطفون أمام المحطة، بحيث خصصت إدارة نفطال ثلاث شاحنات يومية تسع كل واحدة ل 210 قارورة، فيما تقدّر الحاجيات اليومية بأكثر من 1500 قارورة، يتم إحضارها يوميا إلى المحطة بواسطة السيارات والشاحنات وأحيانا العربات. وبينما تصر إدارة نفطال من خلال تصريح مدير المؤسسة على مستوى الولاية للصحافة من أن الإنتاج متوفر ويكفي لتلبية الحاجيات المحلية، يشتكي سكان عاصمة الولاية وسكان البلديات الريفية، والتي غمرتها الثلوج في المدة الأخيرة من أن الإمدادات التي تقوم بها المؤسسة غير كافية بالمرة، ولا تسد حتى ثمن الطلبات اليومية، والمشكلة تكمن أساسا في التوزيع الذي تشرف عليه نفطال؛ لذا كان من المفترض أن تعمد المؤسسة، استنادا لتصريحات المواطنين الذين التقيناهم في محطة نفطال بالسيسال حمادة بولسان، إلى فتح فروع لها في كل بلديات الولاية بالتنسيق مع رؤساء المجالس الشعبية البلدية، وتزويد هذه الفروع بصورة منتظمة ويومية بقارورات الغاز، لأن الظرف كان وما زال استثنائيا وصارخا. وقد تتكرر الأزمة في الأيام القادمة وتكون أشد على السكان، لا سيما بالنسبة للقاطنين في أماكن بعيدة ومعزولة ومعرضة لتساقط آخر قادم أكثر من ما كان للثلوج، وهو ما لم تدركه نفطال التي ما زالت تتعامل مع الأوضاع بطريقة روتينية وبيروقراطية وكأن الأمر بالنسبة لها عادي جدا، بدليل أن طريقة تموين مراكز المؤسسة حتى في عاصمة الولاية، قاصرة حسب المواطنين وغير مجدية لم تتعد بعض العمليات المحدودة جدا في المكان والزمان، إذ لها فرع واحد في سكيكدة يقصده الناس من كل مكان وهو فرع السيسال، في حين كان يتوجّب توسيع نقاط البيع عبر كل مدن الولاية الكبرى وتزويد مخازنها ليلا بالقارورات، وبشكل سريع ومستمر حتى لا تقع المؤسسة في الإشكال الذي تواجهه وفي انتفاضات شعبية يومية وفي كل جهة من الولاية.