اجتاحت مدينة عنابة صباح أمس، موجة احتجاجات السكن الاجتماعي مجددا، حيث خرج عشرات المواطنين المقيمين في التجمعات الفوضوية للشوارع واعتصموا أمام مقر الولاية، منددين بصمت السلطات إزاء الوضعية المزرية التي يتواجدون بها بسبب الفيضانات الأخيرة الناجمة عن معدل التساقط الاستثنائي الذي عرفته ولاية عنابة في غضون الأسبوع الفارط. وقام هؤلاء المحتجون، بقطع الطرقات التي تتوسط أحياءهم بوضع المتاريس وجذوع الأشجار والعجلات المطاطية المشتعلة على المسالك المؤدية للسهل الغربي، كما اتبع سكان حي 8 ماي الأسلوب نفسه، وتصدوا للسيارات والحافلات من خلال رشقها بالحجارة وشل حركة المرور بوضع القضبان الحديدية وأغصان الأشجار، ما دفع المارة لتغيير وجهتهم تجنبا لحالة الفوضى التي عمت أحياء وسط المدينة. وشهد مقر الولاية اندلاع مواجهات عنيفة بين 5 محتجين ورجال الشرطة، عقب محاولة اقتحام البوابة الرئيسية وبلوغ مكتب والي الولاية، الذي سبق وأن وعد أول أمس بمباشرة الكشف عن قوائم المستفيدين من السكن الاجتماعي شهر جوان القادم، إلا أن هذا التاريخ الذي سيعقب الاستحقاقات التشريعية، لم يرق لسكان البناءات الفوضوية الذين كشفوا هم أن عدم استفادتهم قبل الانتخابات ستثير موجة غضب على عنابة، وذلك بغلق المكاتب الانتخابية عبر أحيائهم، التي تتواجد خاصة عبر بلديتي عنابة وسط والبوني اللتين تعدان أكبر التجمعات الفوضوية على غرار سيدي حرب وسيدي سالم وغيرها من الأحياء الفوضوية التي غمرتها مياه واد سيبوس، إلى جانب المناطق العتيقة التي تأثرت بناياتها القديمة بكميات الأمطار، حيث تهاوت عن آخرها ببرمة الغاز وحي “بلاص دارم” مخلفة جرحى تم نقلهم لاستعجالات ابن رشد الجامعي. تجدر الإشارة إلى أن حمى احتجاجات السكن بعنابة بدأت تنتشر، حيث تعود مقر الدائرة على احتجاجات سكان سيدي حرب ، إلا أن استغلال نكبة الفيضانات دفعت بسكان جميع الأحياء الفوضوية، عبر بوحديد، سيدي سالم، بيداري، المدينة القديمة، برمة الغاز، جوانو، لاكولون وغيرها من الأحياء القصديرية ومراكز العبور التي تؤوي أكثر من 100 عائلة للخروج في عمليات تجمهر والقيام بقطع الطرقات للضغط على السلطات قصد الإفراج على قوائم السكن قبل موعد الانتخابات التشريعية.