20 فلاحا فقط قدموا ملفات للتعويض جراء الأضرار الأخيرة كشف مدير التأمينات بالصندوق الوطني للتعاضد الفلاحي أن نسبة الفلاحين المؤمنين بمؤسسته لم تتجاوز 10 بالمائة من عدد الفلاحين بسبب الغلاء الفاحش في أسعارها، مؤكدا أن الصندوق لن يعوض إلا الفلاحين المؤمنين. أكد المكلف بالتأمينات على مستوى الصندوق الوطني للتعاضد الفلاحي، بن حبيلس شريف، في لقاء مع “الفجر”، أمس، أن الفلاحين المعنيين بالتعويض خلال موجة الثلوج والفيضانات التي ضربت عدة ولايات بالوطن الأيام الفارطة هم المؤمنون فقط، لأن مصدر مداخيل الصندوق هو عائدات العقود، مؤكدا أن مصالحه استقبلت لحد الساعة 20 طلبا للتعويض من تنس وبوفاريك والطارف وبجاية وتيزي وزو، وسيرسل الصندوق خبراء لمعاينة الخسائر لتعويضهم، مشيرا إلى أن الأمر لا يتعلق بقلة الأضرار المسجلة وإنما لعدم وجود عقود تأمين. وأضاف المسؤول ذاته أن عدد الفلاحين المؤمنين ضد الكوارث الطبيعية لم يتجاوز 90 ألف فلاح من أصل 900 ألف فلاح يملكون بطاقة فلاحية، بسبب غلاء أسعار عقود التأمين التي نفرت الفلاحين من الاستفادة من واحدة من أهم آليات المرافقة لتجاوز الخسائر والرفع من الإنتاجية، رغم وعيهم بمدى أهميته، سيما وأنه يسهل عليهم الحصول على قروض بنكية. وحمل بن حبيلس الدولة بمختلف مستوياتها مسؤولية النقص في عقود التأمين، لرفضها تدعيم الأسعار رغم المقترحات المقدمة في هذا السياق منذ مدة طويلة، لأنه لمس إرادة كبيرة عند الفلاحين لتأمين منتجاتهم خلال احتكاكهم به، خاصة وأن الصندوق عوض الفلاحين منذ أواخر 2008 ب 10 ملايير دج، وبلغ عدد عقود التأمين ضد الكوارث منذ أواخر 2011 إلى حد الساعة 200 عقد تأمين، حيث أمن الصندوق خلال الموسم 2009 – 2010 قرابة 2500 هكتار، تم تعويض حوالي 70 بالمائة من الفلاحين بما قيمته 3.5 مليار سنتيم. ودعا بن حبيلس الدولة إلى ضرورة تدعيم أسعار عقود التأمين لتمكين الفلاح من العمل براحة والحصول على قروض بنكية، بدل أن تجد نفسها مطالبة بالتدخل والتعويض بعيدا عن الآليات القانونية المعمول بها، والتفرغ فقط للكوارث الكبرى. من جهة أخرى، أكد المكلف بالإعلام على مستوى وزارة الفلاحة، برشيش جمال، في اتصال ب “الفجر” أن الوزارة سترافق الفلاحين المتضررين من الثلوج والفيضانات غير المؤمنين بعد استكمال عملية التقييم التي باشرها مدراء الفلاحة في الولايات المتضررة من خلال صناديق الكوارث الطبيعية بعد إعلان المناطق المتضررة مناطق منكوبة، مشيرا إلى أن مرحلة التقييم تشارف على نهايتها، سيما وأن وزير القطاع أعطى تعليمات صارمة للتعجيل بالعملية. شركات التأمين ترفض التأمين الفلاحي لخسائره الكبيرة كشف شريف بن حبيلس أن شركات التأمين ترفض دخول مجال التأمين الفلاحي لخسائره الكبيرة، سيما وأن ثقافة التأمين تكاد تكون غائبة عند الجزائريين في مختلف القطاعات. وأضاف المسؤول ذاته أن صندوق التعاضد الفلاحي يبقى المؤسسة الأهم في تأمين الفلاحين، لكن دوره يبقى غير فعال بما تقتضيه سياسة التجديد الفلاحي وتحقيق الأمن الغذائي الذي يراهن عليه البرنامج الخماسي التنموي لرئيس الجمهورية، مشددا على ضرورة دعم الأسعار لاستقطاب الفلاحين وحفظ كرامتهم، خاصة وأن عقود التأمين تبقى المصدر الوحيد لتمويل الصندوق.