حذر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، ممن أسماهم بقطاع الطرق، إشارة منه إلى أؤلئك الذين يريدون إجهاض الموعد الانتخابي المقبل، داعيا الشباب إلى التحلي باليقظة وعدم الوقوع في فخ هؤلاء، لبناء دولة ديمقراطية حقة ذات الأبعاد الثلاثة العربية والأمازيغية والاسلام. وأضاف بلخادم أمس الجمعة خلال تجمع شعبي نشطه بدار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو، أن الأفالان يراهن على الشباب كقوة أولى في البلاد لإحداث التغيير خلال تشريعيات ال10 ماي المقبل، معتبرا إياه حامل المشعل ومؤكدا أن برنامج حزبه يرتكز أساسا على توسيع التمثيل الشباني على مستوى المجالس المحلية لإعطاء فرصة لهؤلاء لتقلد المسؤوليات، على غرار ما حظيت به المرأة من طرف رئيس الجمهورية الذي وسع من نصيبها في تولي المهام الكبرى. وقال بلخادم إن الحزب العتيد حزب شباب وليس شيوخ وأسس لتواصل الأجيال وليس للمقاطعة أو القطيعة التي تدعو إليها بعض الأطراف التي وضعت مصالحها الشخصية فوق كل اعتبار متناسية المصلحة العامة. والأفالان - حسبه - جاء منذ تأسيسه لبناء دولة اجتماعية ذات قيم نوفمبرية في إطار مبادئ الإسلام باعتبار أن الاسلام دين الجميع وليس حكرا على حزب معين أو طرف ما. وردا على تصريحات بعض الأطراف التي أطلقت التهم في حق الأفالان قال بلخادم إن الحزب من دعاة الديمقراطية يحترم إرادة الشعب ويجعل من الكبير المدبر وليس المسير. وأضاف أن الأفالان بقدر ما رحب بظهور أحزاب جديدة بقدر ما أعاب في المقابل على عدم توفر الكثير منها على برامج من شأنها إيجاد مخرج سلمي للمشاكل التي تلحق البلاد في شتى المجالات، مركزا هنا على الأحزاب الإسلامية، التي تحاول حسبه خلق إيديولوجيات أخرى غير تلك المعهودة سابقا وقال إن الأفالان ليس حزبا علمانيا وإنما من دعاة الديمقراطية الحقة وإن التسمية فرضها هؤلاء الذين فهموا برنامج الحزب خطأ مؤكدا أن الإسلام ليس تطرفا أو كفرا إنما هو تسامح وجمع شمل وإن الحزب العتيد ليس من دعاة قطع الرؤوس والإقصاء. وكان بلخادم قد استعرض المسيرة العصيبة التي عاشتها الجزائر منذ أحداث 1988 مرورا بسنوات الإرهاب، حيث قال إن الجميع التف حول مطلب توفير الأمن، الأمر الذي فسح حينه المجال لأن تدخل البلاد حسبه في متاهات كادت أن تعصف بها، متسائلا عن دور الأحزاب الموجودة آنذاك لتتأزم الأوضاع عام 1994 بفعل استحالة دفع الديون المتراكمة في الوقت الذي نزل سعر برميل البترول إلى 9 دولارات فقط وكذا أزمة العروش التي خلقت مظاهر سلبية أخرى من خلال تفشي البطالة، متخوفا من تكرار سيناريو الثورات العربية التي قادها شباب ثائر على أوضاعه الاجتماعية والسياسية. وأضاف أنه على الشباب الحرص على رفع راية الجزائر بالتوحيد وأن لا بديل لنا عنها وهو ما سيتحقق بمحاربة الفساد والرشوة والمحسوبية التي كبحت قرابة 450 ألف منصب شغل يوجه سنويا للشباب عبر الوطن. وكانت رسالة بلخادم لشباب القبائل وتحديدا شباب تيزي وزو واضحة عندما قال إن الأفالان، حزب حريص على نزاهة الانتخابات المقبلة وإن التنافس سيكون على أساس البرامج والقوائم التي يشترط أن يقودها أناس كرماء وشرفاء كما دعاهم إلى التمسك أكثر بالوئام المدني والمصالحة الوطنية للوقوف في وجه من يريد ضرب الوحدة الوطنية.