أشار جمال قرمي على هامش الندوة الصحفية التي نشطها أمس بقاعة الأطلس رفقة بعض وجوه فريق عمل مسرحية ”القايدة حليمة”، إلى انعدام الثقة بين الجمهور الجزائري وإبداعات الفن الرابع، معتبرا أن المسرح لا يعاني غياب النصوص بقدر افتقاده للدراسات السوسيولوجية المعمقة التي تحدد طبيعة الجمهور الذي تنجز من أجله الأعمال المسرحية وغيرها من مجالات الإنتاج الثقافي في الجزائر. وأضاف أن عملية تشريح المجتمع الجزائري ضروري لتحديد نوعية الأعمال المسرحية التي يقدمها الفن الرابع، والحيز الذي تعمل ضمنها المشاريع الثقافية على اختلاف مقاييسها ومعاييرها خدمة للسياسة الثقافية الإيجابية التي تخدم المجتمع الجزائري. معتبرا أن الساحة المسرحية الجزائرية تفتقد إلى جمهور مثقف يعرف كُنه الفن الرابع ورسالاته المتعددة التي طالما ربطت بالترفيه دون سواه، مشيرا إلى أن رسالة المسرح تتعدى الحيز الضيق الذي ربط بالكوميديا إلى معالجة مختلف القضايا التي تهم المجتمع وتقديمها إلى الجمهور في قالب مزين بالمتعة. وأكد قرمي في ذات الصدد على ضرورة إيمان المبدع الجزائري بالأعمال التي يقدمها احتراما للجمهور المتتبع، وتجاوز النظرة السلبية التي ربطت المسرح بالترفيه. وقال قرمي أن الطاقة الإبداعية الشابة يجب أن تتخلص من تأثير الماضي والالتفات إلى إنتاج مسرحي يساير معطيات ومتطلبات المرحلة التي نعيشها، حيث صرح ”مع كل احتراماتي لعمالقة المسرح في الجزائر لكنهم، حسب رأيي، خدموا مرحلتهم الفنية، لكن الفن الجزائري لا يتوقف عند عمالقته بل يتعداه إلى طاقات إبداعية جديدة تخدم المرحلة الحالية والتي لم تمنح لها فرص العمل الجاد”، مشيرا إلى أنه لا مجال للمقارنة بين الجيلين على اعتبار اختلاف أساليب الحياة، ظروف العمل وكذا الجمهور، وما هو مطلوب اليوم، حسبه، هو عملية ضبط لسيرورة البرامج الثقافية الهادفة. وقال: ”أنا ضد النجومية ومع المفهوم الحقيقي للاحتراف المبني على التكوين”. وعن العمل المسرحي الجديد المنتظر عرضه يوم الخميس بقاعة الموڤار، قال قرمي أن المسرحية رغم معالجتها مسألة الطمع التي يعيشها المجتمع الجزائري، إلا أنه منح لها بعدا أوسع شمل إسقاطا على واقع العالم العربي، وما يعانيه هذا الجزء من الكرة الأرضية من أطماع غربية تهدد استقراره على أصعدة مختلفة سياسية، اقتصادية وثقافية.