عبد الحميد رابية: المسرح منفصل عن هموم الناس يعتقد الممثل المسرحي عبدالحميد رابية، أن المسرح الجزائري لم يعد يقدم حاليا سوى المسرحيات التي لا تساير ولا تواكب المجتمع الجزائري. وأوضح رابية، في تصريح ل''الخبر''، أن المسؤولين على المسارح الجهوية لا يهتمون سوى بتقديم تقرير أدبي ومعنوي، يشمل إحصاءات حول المسرحيات التي أنتجت دون الاهتمام بعرضها عبر مختلف الولايات، كما لا يهتمون بالجمهور الذي جاء لمشاهدتها. وقال رابية، الذي التحق بالمسرح الوطني الجزائري سنة 1964، ويتقاضى حاليا أجرا لا يتجاوز سبعة عشر ألف دينار: ''نلاحظ أن هناك غيابا كبيرا للجمهور لأنه لم يعد يرى نفسه، ولا همومه في الأعمال المسرحية التي تقدم حاليا''. عبدالله الهامل: المسرح استولى عليه متسلقون قال الكاتب المسرحي عبدالله الهامل، إن مسرح الدولة يشكل أكبر خطر على المسرح كفن وتاريخ. ويعتقد الهامل الذي أخرج مسرحية ''في انتظار غودو'' بتندوف، ''أن مسرح الدولة شكل عبئا على الفن الرابع في الجزائر، بعد أن عرف أقوى لحظاته في السبعينيات، رغم أن المرحلة كانت غير ديمقراطية''. وأضاف المتحدث ''ولكن في هذه المرحلة كان ''حزب المسرح'' قويا بكل معانيه، وكان أقوى معارض للسلطة السياسية. والآن في ظل الانفتاح المحدود، استولت على المسرح الجزائري مجموعة من المتسلقين الذين ركبوا قطار الفن فجأة''. مردفا ''هؤلاء مع بعض الاستثناءات القليلة تحولوا إلى أهل بزنسة وبيروقراطيين قمعوا وهمشوا الكثير من المبادرات التي ينتجها الشباب المسرحي، الذين كان بإمكانهم مواصلة المد الفني الذي بناه في السبعينيات كل من كاتب ياسين وعبدالقادر علولة وكاكي''. وختم الهامل قوله: ''إن المسرح الجزائري موجود في الهامش (تعاونيات وجمعيات)، أما المسارح الجهوية، فهي للأسف الشديد تُكرس الرداءة والنكوص''. العمري كعوان: الجمهور المسرحي في انتظار ما يتذوقه ذكر الممثل والكاتب المسرحي العمري كعوان، ''أن هناك إنتاجا مسرحيا كثيرا، ولا يمكن نكران هذه الظاهرة، لكن الجودة غائبة. فالعرض المسرحي عبارة عن متعة، وهذا العنصر لم يعد له وجود. ننتج مسرحيات بتكاليف باهظة، تتجاوز خمسمائة مليون سنتيم، لكنها لا تعرض إلا قليلا، فيطويها النسيان''. مضيفا: ''أرفض فكرة عدم وجود جمهور مسرحي. الجمهور المسرحي موجود وهو في انتظار ما يتذوقه. كما أن غياب النقد المسرحي أثّر سلبا علينا كمسرحيين، أصبحنا فقط نعتمد على الفنانين ذوي الخبرة الذين يحضرون لمشاهدة أعمالنا خلال العروض الشرفية، ونستفيد من نصائحهم، لكن هؤلاء لا يقدمون لنا نقدا أكاديميا، وهذه هي الحلقة الغائبة''. جمال قرمي: مسرحنا حبيس التجريب يعتقد المخرج المسرحي جمال قرمي، أن ''المسرح الجزائري دخل مرحلة التجريب منذ عدة سنوات ولم يخرج منه. فقفزنا من المسرح الشعبي والواقعي إلى أنماط مسرحية غريبة عن الجمهور''. موضحا: ''وهذا في اعتقادي عبارة عن هروب من المسرح الممتع، نظرا لغياب الدراسات الأكاديمية التي تحدد ما يريده الجمهور، من منطلق أن الذوق الفني هو نتاج بيئة محددة''. وتحدث قرمي عن وجود عدة مظاهر سلبية في المسرح الجزائري حاليا، منها اللجوء إلى المونولوج، دون المرور بتجربة العمل الجماعي، وقال قرمي: ''المونولوج هو خاتمة الإبداع المسرحي كما يقول تشيكوف، لكننا نلاحظ للأسف ممثلين يمثلون المونولوج، دون المرور بتجربة العمل الجماعي''.