مازال مسلسل "كاسندرا" في الآفلان متواصلا, ولا أحد يعرف متى ينتهي؛ بالصفعة المتوقع أن تتلقاها الجبهة في الانتخابات الداخلة, أم بسقوط بلخادم من على رأس الجبهة ؟ وهو الذي كان يتحدث باسم الرئيس وينسب له كل فعل يصدر عنه, إلى درجة لم نعد نعرف هل هو ممثل شخصي لجبهة التحرير لدى الرئيس أم هو ممثل للرئيس لدى جبهة التحرير؟ وربما باسم هذه الصفة التي يحملها فعل ما فعل بالقوائم وباسم الرئيس, ليس هذا فقط, بل قطع كل الألسنة التي كانت ستخالفه في أي قرار يتخذه, وبهذه الصفة أيضا أسقط كل صفات التنظيم السياسي, ليس على الحزب فقط, بل أيضا على المناضلين الذين قبلوا أن يدار الحزب من وراء الستار ويتحولوا إلى مناصرين لا غير, وفي هذه الحالة فهم يستحقون كل ما فعله بهم بلخادم, الذي ضحك على ذقونهم سنوات باسم الرئيس, وكان على المناضل الذكي أن يكتشف الكذبة مبكرا وفي وقتها وقبل فوات الأوان. يذهب بلخادم من الجبهة أم يبقى, فهذا لم يعد مهما في هذا الظرف, والانتخابات على الأبواب, ومن واجب المناضل المنضبط أن يعمل على فوز حزبه في الانتخابات لا إفشاله ومهما كان الخلاف على الأسماء ومن القوائم, ومهما كان موقفهم من الأمين العام حتى وإن كان الأمين العام هو بلخادم, ويعرفون أن القوائم التي رشحها هو على حد قولهم يراد منها كسر الجبهة لصالح التيار الإسلامي الذي يعول عليه بلخادم في الوصول إلى كرسي الرئاسة, فهكذا موقف لم يكن من شيم جبهة التحرير الوطني الذي واجه الكثير من العواصف, ومن المفروض أنه حزب إجماع مثلما كان دائما في المواقف الحرجة التي مرت بها البلاد, والإجماع هذه المرة لن يكون حول بلخادم, بل حول الجبهة التي ستدخل انتخابات حاسمة, ممزقة ومتصارعة, وهذا لا يخدم خيارات جبهة التحرير بقدر ما يخدم بلخادم الذي يقول مناضلوه إنه يسعى لتكسير الآفلان لينتصر الإسلاميون ويوصلوا بلخادم الى الحكم, خاصة وأن علي بلحاج, زعيم الحزب المحل, لام بلخادم مرة أمام المصلين في صلاة الجمعة على ترشيحه بوتفليقة لعهدة رابعة وقال له: "لماذا ترشح بوتفليقة, ولا تترشح أنت؟", ومن يومها ولا حلم للرجل غير هذا الحلم. أيام بلخادم في الجبهة صارت معدودة, وهو يعرف ذلك, لكن الحزب باق, هذا إذا ما تعقل رجاله وعبروا به العاصفة بأمان وأجلوا الصراع إلى ما بعد التشريعيات.