كشف عضو الجمعية الجزائرية لطب العيون، دردور محمد الأمين، أن أزيد من 2000 جزائري ينتظرون عملية استيراد القرنيات من الولاياتالمتحدة، التي تكلف مبالغ مالية ضخمة، حيث يزيد سعر الواحدة عن 15 ألف دولار، فيما يتم استيراد 500 قرنية سنويا. قال دردور إن عزوف الجزائريين عن التبرع وضع وزارة الصحة أمام ضرورة الاستعانة بالقرنيات المستوردة، من أجل إنقاذ بصر آلاف المرضى التي تصدرها الولاياتالمتحدةالامريكية للجزائر لقاء 1500 دولار، ما يكلف الدولة مبالغ مالية باهظة يمكن تجنبها بتشجيع الجزائريين على التبرع بأعضاء موتاهم خاصة عندما يتعلق الأمر بالقرنية. كما نوه بضرورة إنشاء بنك للقرنية من أجل التمكن من استيعاب الحالات التي تستوجب القيام بعمليات الزرع، والتي تؤكد الإحصائيات أنها تجاوزت الألفي حالة في قوائم الانتظار لم تتوصل حتى إلى الحصول على موعد من أجل العملية، مشيرا إلى أن غياب بنك خاص بالأعضاء عامة والقرنية خاصة بالجزائر، هو الأمر الذي يبقى “العائق الوحيد” في وجه المرضى الذين يجدون أنفسهم ينتظرون في كل مرة استيراد هذا العضو من الولاياتالمتحدةالامريكية. وأكد محدثنا، في سياق متصل، أن الجزائريين لم يتقبلوا بعد فكرة التبرع بأعضائهم بعد الوفاة، على الرغم من أن الجمعية والوزارة الوصية أخذت كل التدابير اللازمة من أجل تجاوز العائق الديني الذي يحول دون قيام الجزائريين بالتبرع بأعضاء الجثث، وذلك بإصدار فتوى بجواز التبرع بالقرنية دون اعتبارها اعتداء على حرمة الميت. كما دعا مختلف وسائل الاعلام والأئمة إلى التجند من أجل توعية وتحسيس الجزائريين بأهمية التبرع بأعضاء موتاهم ومدى مشاركتها في إنقاذ حياة العديد من الأشخاص تجنيد المساجد من أجل التوعية والتحسيس، خاصة أنه في هذا المجال لا يمكن التحدث عن نقص في عدد المتبرعين، بل يتعلق الأمر بانعدام كلي للتبرع بالقرنية، مشيرا إلى أن عملية زرع الأعضاء في الجزائر لا يمكنها أن تتحقق بمعدل كبير، مادامت هذه العقلية سائدة، مشيرين إلى ضرورة تحقيق تكافل اجتماعي والتجرد من الخوف غير المبرر - حسبهم - لمساعدة مرضى بحاجة إلى تلك الأعضاء التي قد تبعث في نفوسهم الأمل في إنقاذ البصر، في الوقت الذي تكلف كل عملية زرع القرنية بالخارج 50 مليون دج. للإشارة فإن الاحصائيات تشير الى تراجع عمليات الزرع في الجزائر، مايعني أننا لازلنا بعيدون - حسب محدثنا - عن المعدل المطلوب لإنجاح هذه العملية والرقي بها في الجزائر، رغم أن الاعتماد على الأعضاء التي تؤخذ من جثث الموتى يبقى الحل الأمثل لإنقاذ المرضى، في ظل امتلاك الجزائر لأطباء أكفاء يتحكمون في العمليات الجراحية الخاصة بزرع الأعضاء بصفة كبيرة، كما أن الجامعات الجزائرية تدرس هذه الاختصاصات. نقص أطباء العيون يرهن حياة آلاف المرضى في الجنوب من جهة ثانية، اعتبر الدكتور دردور أن أخطر ما يعانيه القطاع هو نقص المتخصصين في المجال، خاصة في مناطق الجنوب، على غرار تيميمون، غرداية، أدرار، وغيرها من الولايات، التي تنتظر التفاتة بعض الأطباء الذين يقومون بحملات تطوعية دورية يبرمجون فيها بعض العمليات، إلى جانب متابعة حالة الكثير من المرضى من مناطق مختلفة، داعيا أطباء العيون عبر كافة التراب الوطني إلى المشاركة في هذه الحملات لمساعدة مرضى الجنوب. وأضاف أن مرض زرق العين من أخطر الأمراض التي تهدد فقدان البصر، خاصة أنها تمس 0.5 بالمائة من إجمالي سكان الجزائر، ما يقارب 400 ألف حالة، مشددا على ضرورة توفير جميع الإمكانيات البشرية والمادية، في عمليات علاج سرطان العين وجراحة انفصال الشبكية وزرع القرنية، بالنظر إلى التأخر الكبير المسجل في هذا الميدان، مطالبا بضرورة مراجعة النصوص التشريعية والتنظيمية المسيرة لعملية زرع القرنية، حيث لازالت الجزائر تستورد القرنيات من الولاياتالمتحدةالأمريكية بمبالغ خيالية، تسببت في حرمان عدد كبير من المرضى من عملية الزرع بالنظر إلى الميزانية الكبيرة التي تستنزف الخزينة. للإشارة فإن المؤتمر حضره أكثر من 1000 طبيب من 10 دول ناطقة باللغة الفرنسية، حيث تم إلقاء المحاضرات عن الجديد في جراحات العيون، في شكل دورات تدريبية للأطباء شملت محاور مختلفة، من بينها الاختبارات الكهربية لقياس استثارة المخ الناتجة عن سقوط ضوء على الخلايا الضوئية بالشبكية، آخر التقنيات الحديثة المنتهجة في علاج مختلف أمراض العيون.