قال رئيس عمادة الأطباء الجزائريين محمد بقاط بركاني إن بعض القرنيات المستوردة من الخارج قد تكون حاملة لأمراض خطيرة، داعيا في الوقت ذاته إلى تشجيع الحصول عليها من الموارد الوطنية، وذلك من خلال القيام بحملة واسعة لمواجهة بعض القناعات الثقافية التي لاتزال تقف حجر عثرة في تبرع المواطنين بأعضاء موتاهم. وأوضح بركاني لدى تدخله أمس في حصة ''الموعد اليومي'' لإذاعة الجزائر الدولية أن اغلب الأعضاء التي يتم زرعها في الجزائر قادمة من الخارج. ماعدا بعض الكلى التي يتبرع بها فرد من العائلة لآخر من ذويه، مضيفا أن الأعضاء المجلوبة من الخارج تستورد بأثمان باهظة، رغم أنها تكون في اغلب الأوقات مشكوك في أمرها، نظرا لإمكانية حملها لأمراض خبيثة مثل السيدا على حد ما قال بركاني. وفي الإطار ذاته، دعا رئيس عمادة الأطباء الجزائريين إلى تشجيع الحصول على هذه الأعضاء من الموارد الوطنية، خاصة وأن معظم الأمراض الخطيرة ليست منتشرة بدرجة كبيرة كما هو في الدول الأوروبية، مبينا انه يجب على كافة الشرائح الاجتماعية من أطباء ورجال دين ومواطنين المشاركة في حملة وطنية واسعة تبين للجميع أهمية التبرع بأعضاء الميت، كونها كفيلة بإنقاذ الكثير من المرضى من الموت، مبينا ان الإجراءات التي اتخذتها الدولة في هذا المجال لا بأس بها، الا أن انتشار بعض القناعات الثقافية التي تمنع التبرع بأعضاء الميت لاتزال الحاجز الأول الذي يعيق هذه العملية. وبخصوص ما قطعته الجزائر في مجال زرع الأعضاء، قال محمد بقاط بركاني إن العملية لازالت في بداية الطريق، فإجراء 10 عمليات زرع للكلى إلى 20 عملية في السنة غير كاف، مشيرا إلى ان كل هذه الكلى المزروعة يتم الحصول عليها من أشخاص أحياء، في حين انه يجب على الجميع تشجيع عملية الحصول عليها من أموات على حد ما قال المتحدث ذاته الذي بين انه بالرغم من ان عمليات الزرع تظل ذات تكاليف كبيرة، إلا أنها تبقى قليلة مقارنة بتكاليف زرع الماكنات الاصطناعية، مجددا في الوقت ذاته ان تحقيق الجزائر لخطوات جبارة في هذا المجال يبقى مرهونا دائما بالتخلص من القناعات الثقافية التي تمنع التبرع بالأعضاء، وهي القناعات التي تجاوزتها كثير من الدول العربية والإسلامية وفق ما صرح به المتحدث ذاته.