منذ أيام سئل جمال ولد عباس وزير الصحة وإصلاح المستشفيات، عن مشروع قانون يخص زراعة الأعضاء في الجزائر، فأجاب وذكر مجددا بأنه سيكون على طاولة الحكومة شهر سبتمبر المقبل، لكن المشكلة حسبه في المواطن الجزائري الذي لا يزال في العموم يرفض وهب عضو من أعضائه . * التبرع بالأعضاء..أكثر المسائل تعقيدا في الطب * أجمع أخصائيون جزائريون في مجال الطب النفسي والعضوي شاركوا على هامش الملتقى المغاربي-الفرنسي حول زراعة الأعضاء، بأن هذه المسألة من أكثر المسائل تعقيدا في ميدان الطب، بموجب أن الجزائري لا يزال متخوفا من فكرة وهب عضو من أعضائه حيا او ميتا، فهي بالدرجة الأولى قضية ذهنيات وجب تغييرها . * وقال المختصون أن عملية زرع الأعضاء في الجزائر لا يمكنها أن تتحقق بمعدل كبير، مادامت هذه العقلية سائدة، مشيرين إلى ضرورة تحقيق تكافل اجتماعي والتجرد من الخوف غير المبرر –حسبهم- لمساعدة مرضى بحاجة إلى تلك الأعضاء التي قد تبعث في نفوسهم الأمل في الحياة من جديد. * نقص في عدد المتبرعين بأعضائهم في الجزائر * تشير الأرقام المقدمة، بأن ما الجزائر عرفت إجراء حوالي 305 عملية زرع كلى و7 حالات فقط زرع كبد و422 عملية زرع النخاع الشوكي، فيما وصلت عمليات زرع القرنية إلى 1420 حالة وهي القرنيات التي يتم استيرادها بشكل كلي من الخارج وبأموال ضخمة، وهي الأرقام التي تم حصرها ما بين 2007 و2009 * ما يعني اننا لا زلنا بعيدون حسب الخبراء عن المعدل المطلوب لإنجاح هذه العملية والرقي بها في الجزائر، رغم ان الاعتماد على الأعضاء التي تؤخذ من جثث الموتى ، يبقى الحل الأمثل-حسب الخبراء – لإنقاذ الأرواح. * وحسبما صرح به للصحافة البروفيسور حسين شاوش رئيس الجمعية الجزائرية لزرع الأعضاء فإن الجزائر تمتلك أطباء أكفاء يتحكمون في العمليات الجراحية الخاصة بزرع الأعضاء بصفة كبيرة، كما أن الجامعات الجزائرية تدرس هذه الاختصاصات، لكن المشكل الأساسي يكمن حاليا في ضرورة تطوير هذا المجال بتوفير الإمكانات اللازمة لأن هذا النوع من العمليات يتطلب لوجيستية ضخمة وتنظيما أكبر وإعادة تنظيم القطاع الصحي.. * حكم التبرع بأعضاء الميت بين الحرام والجائز * الألباني وابن الباز والعثيمين يحرمون.. * أفتى الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، بعدم التبرع بأعضاء الميت وقال في هذا: * نحن لا نعتقد جواز هذا التبرع؛ لأن فيه اعتداء على الميت، وحرمة الميت المسلم لا تزال قائمة كما لو كان حياً، ولذلك جاءت أحاديث تنهى المسلم أن يطأ قبر المسلم وأن يجلس عليه، بل جاء وعيد شديد، فقال عليه الصلاة والسلام: (كسر عظم الميت ككسره حياً)، أي: من حيث العقوبة، وإلا الميت بعد أن.. يموت لا يحس بأي شيء يقع في جسده، لكن من حيث الحكم الشرعي، فكسر عظم الميت ككسره حياً. كثيراً ما يرد سؤال في ذكر مثل هذه المناسبة: أنهم يجرون عمليات جراحية تشريحية ليتعلموا على حساب جثث الموتى، فنقول: لا يجوز؛ لأن الرسول قال: (كسر عظم الميت ككسره حياً)، بالإضافة إلى أحاديث كثيرة تنهى عن المثلة بالميت، حتى الكافر لا يجوز التمثيل به إذا ما قتله المسلم، أما أن يمثل به ويشوهه فيقطع آذانه وأنفه وأعضاءه ... إلخ. هذا لا يجوز حرمة لهذا الميت الكافر فضلاً عن المسلم. فنقول: إذا كان لابد للطبيب المسلم أن يتمرن على حساب جثث الموتى فليبتعد عن جثث المسلمين؛ لأنه جاء في رواية صحيحة: (كسر عظم المؤمن الميت ككسره حياً) حتى هنا نحن نقول: إذا كان هناك مجال للتمرن في التشريح أن يجري هذا التمرن على جثث الحيوانات -أيضاً- ينبغي الابتعاد عن جثث أموات الكفار فضلاً عن المسلمين؛ لما ذكرت آنفاً من أن النبي عليه السلام نهى عن التمثيل. * ويرى الشيخ العثيمين في ذات الباب (( أنا أرى أن نقل الأعضاء محرم ولا يحل ، وقد صرح فقهاء الحنابلة بأنه لا يجوز نقل العضو حتى لو أوصى به الميت فإنه لا تنفذ وصيته فالإنسان لا يملك نفسه هو مملوك ، ولهذا قال الله عز وجل : { ولا تقتلوا أنفسكم } ، وحرم على الإنسان إذا كان البرد يضره أن يغتسل فليتيمم حتى يجد ماءا دافئا ، وليس لإنسان أن يأذن لشخص فيقول يا فلان اقطع إصبع من أصابعي فكيف بالعضو العامل كالكلية والكبد وما أشبه هذا * وقال الشيخ ابن الباز في التبرع بأعضاء الموتى بأن المسلم محترم حيا وميتا ، والواجب عدم التعرض له بما يؤذيه أو يشوه خلقته ، ككسر عظمه وتقطيعه ، وقد جاء في الحديث: " كسر عظم الميت ككسره حيا " ويستدل به على عدم جواز التمثيل به لمصلحة الأحياء ، مثل أن يؤخذ قلبه أو كليته أو غير ذلك ؛ لأن ذلك أبلغ من كسر عظمه. * القرضاوي يبيح نقل الاعضاء من مسلم لكافر والعكس.. * غير أن الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أباح نقل الأعضاء وزرعها بشروط، حيث ذكر أن التبرع بالأعضاء جائز بضوابط، لكن البيع محرم مطلقًا، لافتًا إلى أن من ضوابط التبرع: ألا يكون العضو المتبرع به وحيدًا أو أن تؤدي إزالته إلى تشويه الإنسان، مثل العين، وكذلك لا يجوز التبرع بالأعضاء التي تحمل الخصائص الوراثية، مثل الخصية والمبيض، كما يجب ضمان ألا يؤدي التبرع للإضرار بحياة المتبرع. * وأشار أيضا إلى جواز أن ينقل عضو من كافر إلى مسلم، كما يجوز أن يتبرع المسلم بأحد أعضائه إلى كافر، لافتًا إلى أن أعضاء الجسم، سواء أكانت لمسلم أو كافر، هي مسلمة وتسبح لله. *