زيدان خوليف ل”الفجر”: ”المهاجرون سيصنعون الحدث الانتخابي في الدور الثاني” أمام برامج انتخابية ركزت في معظمها على التحديات الاقتصادية والملفات الأمنية والدولية التي لا تزال تواجه فرنسا يجد 44 مليون ناخب فرنسي اليوم أنفسهم أمام صناديق الاقتراع، لاختيار رئيسهم القادم، ويعد الاشتراكي فرانسوا هولاند أقوى المرشحين الذي يخوض الانتخابات لأول مرة في مواجهة تسعة مرشحين أبرزهم الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي، ومن المقرر أن يتم الإعلان عن نتائج الدور الأول على الساعة الثامنة ليلا، فيما يستأنف يوم الجمعة القادم الدور الثاني للانتخابات. قبل 24 ساعة من انطلاق الدور الأول للسباق الرئاسي شبح العزوف الانتخابي.. وتحديات أخرى تطل عبر نافذة الإعلام الفرنسي أبرزت وسائل الإعلام الفرنسية في أعدادها الصادرة، أمس، جملة من التحديات التي تواجه نجاح الدور الأول من الانتخابات الرئاسية الفرنسية الذي ينطلق اليوم، ومن أهم التحديات التي تطرقت إليها صحيفة ”لو بوان” الفرنسية، مسألة عزوف الناخبين الفرنسيين عن المشاركة في الانتخابات للدور الأول، وأشارت ”لو بوان” إلى أن نسبة المشاركة في الدور الأول حيث ظل الاتجاه العام للمشاركة في انخفاض، فعلى الرغم من حدوث انتعاش في عام 2007، إلا أن تدني نسبة المشاركة كان المشهد الغالب على جميع جولات الدور الأول في الانتخابات الفرنسية منذ 1965، وظلت النسبة تتراوح بين 22 بالمائة و16 بالمائة، فحسب الصحيفة فإن 1974، شهد نسبة مشاركة ضعيفة في الدور الأول لم تتجاوز 15 بالمائة، وفي سنة 1881 كانت النسبة 18.91 بالمائة، وسنة 1988 كانت 18 بالمائة أيضا، وظلت نسبة إقبال الفرنسيين على الاقتراع في هذا الدور تراوح نسبة 20 بالمائة حتى آخر انتخابات رئاسية سنة 2007. كما أبرزت وسائل الإعلام الفرنسية تحديا آخر يواجه الدور الأول للانتخابات الفرنسية، وهو مسألة تسريب نتائج الانتخابات قبل الموعد المحدد بالساعة الثامنة ليلا، حيث قد تتعرض النتائج المعلن عنها قبل الثامنة إلى الإلغاء وهو ما حذرت منه لجنة مراقبة الانتخابات الرئاسية، وأشارت إلى كل الدوائر والمواقع الإلكترونية والهيئات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، بضرورة احترام موعد إعلان النتائج وفق القوانين المعمول بها. وهددت لجنة مراقبة الانتخابات الرئاسية بتسليط غرامة مالية قيمتها 75 ألف أورو على أي موقع للتواصل الاجتماعي أو قناة تلفزيونية أو إذاعة تبادر إلى نشر نتائج الانتخابات قبل الساعة الثامنة مساء، لكن ذلك التحذير تسبب في احتدام الجدل في الأوساط الإعلامية والسياسية الفرنسية حول نشر أو عدم نشر توقعات نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الأحد قبل إغلاق مراكز الاقتراع كما ينص القانون. ... والإعلام الأمريكي وسيناريو ”إطاحة مسلمي فرنسا بساركوزي” أوضحت مصادر صحفية أمريكية أن المسلمين في فرنسا يحشدون أصواتهم للإطاحة بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فى انتخابات اليوم الأحد، لمعاقبة الرئيس الفرنسي على لهجته المعادية للمهاجرين وللدين الإسلامي. مسعودة. ط ونقلت صحيفة ”واشنطن تايمز” الأمريكية، عن فرنسوا لورسيري عالم الاجتماع لدى معهد الدراسات المتخصص في العالم العربي والإسلامي في مرسيليا قوله ”لم يعد بمقدور مسلمي فرنسا أن يتحملوا أكثر من ذلك، فقد سئموا من تلك النقاشات الدائرة بشأن الهوية القومية أو اللحم الحلال أو النقاب أو الأصولية في كل مكان، كما أن مصطلحات (الإسلام والهجرة والأصولية) تستخدم بشكل متبادل دون اهتمام بمشاعر الفرنسيين وذلك من أناس مستهدفين ومتهجمين ومستغلين في الانتخابات”. كما نقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن ”بعض المرشحين يداعبون أحيانا المسلمين وخاصة الذين يعيشون في الضواحي التي يقطنها الفقراء المهاجرون، عبر وعدهم بالحصول على وظائف وظروف معيشية أفضل، ولكن يظل المسلمون موسومين في الغالب باعتبارهم تهديدا للهوية الفرنسية”. وأشارت الصحيفة إلى تصاعد حدة الخطابات ضد الإسلام في الشهر الماضي بعد حادثة تولوز والتي اتهم خلالها محمد مراح بقتل سبعة أشخاص بعد أن فتح النار عليهم. وأوضحت الصحيفة أن غضب المسلمين ازداد بسبب كثرة الخطابات الفرنسية التي تتحدث عن الأصل والهوية، لافتة إلى أن المسلمين الفرنسيين يمثلون نحو 10 بالمائة من إجمالى تعداد السكان في فرنسا والبالغ عددهم 65 مليون فرنسي. وأكدت الصحيفة أن استطلاعات الانتخابات الفرنسية عام 2007 أوضحت أن مرشحة الانتخابات الرئاسية السابقة للحزب الاشتراكي سوجلين رويال حصلت على 64 بالمائة من أصوات المسلمين الفرنسيين فيما حصل الرئيس الفرنسي الحالي نيكولا ساركوزي على 1 بالمائة فقط من أصوات المسلمين وذلك في الجولة الأولى من الانتخابات. علال. م آخر استطلاع للرأي عكس آخر استطلاع للرأي بخصوص الانتخابات الفرنسية، تقدم فرنسوا هولاند على جميع منافسيه متوقعة فوزه في الجولة الثانية ب58 بالمائة من الأصوات، وقالت استطلاعات الرأي الفرنسية إن المرشح الاشتراكي فرنسوا هولاند يخرج فائزا في هذا الاستطلاع منذ الدور الأول للانتخابات بنسبة 29 في المائة، في حين حافظت ممثلة اليمين المتطرف والعنصري مارين لوبين على الصف الثالث بنسبة 16 في المائة، في حين تراجع جون ليك ميلونشو زعيم جبهة اليسار إلى الصف الرابع، بعد أن تجاوز في الأسبوع الماضي مارين لوبين باحتلاله للصف الثالث. ملف من إعداد: علال محمد / مسعودة طاوي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة باريس، زيدان خوليف ل”الفجر”: ”المهاجرون سيصنعون الحدث الانتخابي في الدور الثاني” أكد الدكتور زيدان خوليف، باحث في العلاقات الدولية، أن المهاجرين سواء من أصول إفريقية أو جزائرية أو عربية من المقيمين في فرنسا، هم الذين سيصنعون الحدث في الانتخابات الفرنسية التي تنطلق اليوم، كما قال الدكتور خوليف الأستاذ بجامعة باريس والمتخصص في العلاقات الدولية في حوار هاتفي مع ”الفجر”. كيف ينظر المهاجرون وتحديدا الذين هم من أصول جزائرية، لفترة حكم ساركوزي لفرنسا؟ عندما جاء ساركوزي إلى الحكم في فرنسا، كان يشغل منصب وزير الداخلية ووزير الأديان، وهو منصب حساس بالنسبة للجالية الجزائرية المقيمة في فرنسا، وقد عمد ساركوزي لاستقطاب أصوات اليمين عبر اعتماد سياسة الإساءة إلى الجالية الجزائرية تحديدا، من خلال إلصاق التهم بهم من أجل وضع الجزائريين دائما في ضمن تصنيف الفرنسيين من الدرجة الثانية، كما أن ساركوزي حاول تشويه صورة الجالية الجزائرية عبر برنامجه التي ركز فيها على الحد من نسبة البطالة وتحسن ظروف الأمن، وقد كانت خطابات ساركوزي واضحة في هذا السياق، حيث كان يبرز أن مشاكل فرنسا دائما سببها تواجد المهاجرين الجزائريين في فرنسا وهو ما مكنه من الحصول على دعم صريح من طرف الجبهة الوطنية، التي نجت في تعيينه رئيسا لفرنسا. هل تتوقع أن يعاد هذا السيناريو في الانتخابات الرئاسية الفرنسية الحالية؟ من المستحيل أن يتكرر هذا السيناريو في الانتخابات الحالية، والسبب ليس فقط في كون المهاجرين على علاقة سلبية مع ساركوزي بل أيضا للأمر علاقة هامة ومرتبطة بالأوضاع التي يمر بها معسكر ساركوزي من الساخطين على سياسته، التي لم تحقق أي شيء للفرنسيين فيما يخص البطالة التي ارتفعت في فترة ولايته إلى أعلى مستوى لها بعدما كانت دون نسبة 5 بالمائة وأصبحت فوق 10 بالمائة بعد 5 سنوات من برنامجه الذي جاء ليحد من البطالة ويعزز الأمن ويحارب الجريمة التي ارتفعت هي الأخرى في عهده إلى درجات مخيفة. لكن ساركوزي يتحدث عن إنجازات دولية وأن برنامجه يحتاج إلى مزيد من الوقت؟ خزان الأصوات الذي دعم ساركوزي نقص إلى حد كبيرة، فحتى اليمين يتحدثون عن دعمهم لفرنسوا هولاند في حال عدم فوز مارين لوبان، ولا ننسى أيضا أن حزب ساركوزي يعاني هو الآخر من خلافات عميقة بين كبار القيادات داخله، وهو ما يعكسه غياب فرنسوا فيون عن الساحة الإعلامية منذ أكثر من شهرين. وأين يقف المهاجرون أمام هذه السيناريو؟ الإحصائيات تشير إلى أن هناك ما لا يقل عن 6 ملايين مسلم في فرنسا، سيكون منهم لحوالي 4 ملايين دور في تحديد هوية الرئيس الفرنسي القادم. الأوضاع تؤكد على أن المهاجرين يريدون طرد ساركوزي من الحكم، سيبرز دور المهاجرين الذين يحق لهم التصويت في الدور الثاني وبشكل كبير وهم ينظرون إلى هذه الانتخابات بأنها فرصة كبيرة لدعم مرشح آخر بعيدا عن اليمين الفرنسي المتطرف. هل يعني أن المهاجرين متفائلون بفوز هولاند؟ بلا شك فإن أصوات المهاجرين تصب في مصلحة المرشح فرنسوا هولاند، ولكن هذا لا يعني أن المهاجرين يرون في هولاند أنه الشخص الذي سيحقق لهم الاندماج الكامل في المجتمع الفرنسي ويعيد لهم حقوقهم، إلا أن أصوات المهاجرين ستكون حاسمة وضد اليمين، فيهم يريدون صفع ساركوزي من خلال ضمان إقصاء اليمين في فرنسا من تولي منصب الرئاسة إلى غاية 2027.