تنقل الرئيس الفرنسي المنتهية عهدته، نيكولا ساركوزي، إلى مسجد باريس لطمأنة المسلمين من عواقب الضجة الإعلامية التي أحدثتها زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان في مسألة تسويق اللحم الحلال. ورافقه في الزيارة وزير الداخلية كلود غيون. دعا ساركوزي مسلمي فرنسا إلى عدم الشعور ''بالحرج من الجدل الذي ليس له مبرر'' ثم نصب معلما تذكاريا للمقاتلين من أصول مسلمة (المغاربة) الذين ماتوا من أجل تحرير فرنسا في الحرب العالمية الأولى. وقام منذ أسبوع بنفس الخطوة تجاه الحركى (الذين وقفوا إلى جانب فرنسا في حرب تحرير الجزائر)، ووعدهم بالعناية بهم بعد اقتراع ماي المقبل. وتميزت العهدة الرئاسية لساركوزي بحوار الهوية الذي كان موجها أساسا ضد الجالية المسلمة بفرنسا، إضافة إلى مواقف ساركوزي في تصريحاته الأخيرة المتعلقة بالوافدين نحو أوروبا، حيث ذهب الرجل إلى حد التهديد بتعليق عضوية فرنسا في فضاء شنغن إذا لم تتخذ الدول الأوروبية الأخرى قرارات صارمة بغلق حدودها أمام الوافدين من الجنوب على وجه الخصوص. وسجلت بعض الصحف الفرنسية عملية نقل مسلمي فرنسا بالحافلات للمشاركة في أكبر تجمع انتخابي أقامه ساركوزي في فيلبانت بضواحي باريس بداية الأسبوع. وكان يريد ساركوزي من خلال التجمع إحداث المنعرج في الحملة. وقد قفز بنقطة ونصف في استطلاع الرأي، ثم تراجع أمس ليتساوى مع فرانسوا هولاند بنسبة 28 بالمائة لكل منهما في الدور الأول. وتبقى حظوظ خصمه قائمة بنسبة 54 بالمائة في الدور الثاني. من جانب آخر، كشف استطلاع للرأي أعده معهد ''إيفوب'' أن فئة الناخبين من الشباب بين 18 و22 سنة يفضلون التصويت على زعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبان، بنسبة 23 بالمائة، مقابل 21 لصالح ساركوزي الذي صار يصطاد في مساحاتها بحثا عن أصوات المترددين. بينما تفضل أغلبيتهم مرشح الحزب الاشتراكي، فرانسوا هولاند، بنسبة 31 بالمائة. أما في الترتيب العام تحتل لوبان المرتبة الثالثة بنسبة 16 بالمائة، أمام فرانسوا بايرو (الوسط) فثبت رصيده في 13 بالمائة من نوايا التصويت.