نوه الكاتب والإعلامي حميدة عياشي، أن المثقف الجزائري يعاني التهميش، لاسيما في ما يتعلق باتخاذ القرارات والتغيير الفعلي لجوانب الحياة وكذا السلطة، بينما يقوم بهذا الفعل أناس لا علاقة لهم بالثقافة أو السياسة، وأصبحوا يتحكمون في زمام الأوضاع بشكل سلبي لا يحتمل. أشار الإعلامي احميدة عياشي، لدى نزوله ضيفا على فضاء “موعد مع الكلمة”، أول أمس بقاعة الأطلس في العاصمة، إلى أن دور المثقف الجزائري أضحى غائبا عن ساحة التغيير وقول كلمة الحق في وجه المسؤول في الجزائر، نتيجة سيطرة أصحاب النفوذ والمال أومن أسماهم ب”أصحاب الشكارة”، حيث أدى انتشار هؤلاء إلى تهميش دور الطبقة المثقفة في الجزائر من طلبة وكتاب وفنانين، وفُتح الباب أمام من ليس لهم أي علاقة بالتسيير السياسي، الثقافي أوالاجتماعي، والواقع يثبت ذلك، فقد خلفوا لجيل اليوم عقدة ومركب نقص رغم القدرات الهائلة التي يمتلكها ناهيك عن غياب حوار فعال بين الطرفين، وقال “من العار أن يتحكم هؤلاء في مصير أبنائنا وثقافتنا ومجتمعنا، وعيب أن لا يملك وزير مكتبة أولا يشاهد عملا سينمائيا أو مسرحيا”، وأضاف.. إذا كان هكذا فلا تنتظر منه شيئا إيجابيا، داعيا في السياق نفسه المثقفين، خاصة فئة الشباب، إلى تعويض من فقدوا الشرعية في تقرير مستقبلنا وذلك بوضع الثقة في أنفسهم من أجل إحداث إصلاح وتغيير حقيقي من شأنه إعادة وتحسين الظروف التي تبني الوطن على أسس سليمة. وعلى حد قوله فإنه عليهم قول الحقيقة بغض النظر عن طبيعة السلطة. من جهة أخرى عاد احميدة عياشي للحديث عن عمله “نبي العصيان” الذي قدم خلاله شهادة عن الراحل كاتب ياسين، والأحداث التي شهدتها الجزائر سنوات السبعينيات إلى غاية نهاية الثمانينيات، بالإضافة إلى خلاف كاتب ياسين مع السلطة التي رأته بمثابة مصدر قلق يهددها مصالحها، حيث تم تحويله من العاصمة التي عمل بها لمدة سنتين إلى مسرح سيدي بلعباس الجهوي باقتراح من وزير الثقافة آنذاك رضا مالك، وقال في هذا الصدد “إن كاتب ياسين لم يكن له خيار آخر سوى القبول، فتنازل ولم يطلب أي شيء”، بينما وصف أحداث الربيع الأمازيغي في الثمانينيات بالقطرة التي أفاضت الكأس تجاه كاتب ياسين المدافع عن مبادئها وأهدافها، حيث شنت ضده حملات كثيرة، وأبرزها ماقام به طالب الإبراهيمي الذي وصفه بالملحد والكافر بالله.