نشط، أول أمس، الكاتب والإعلامي احميدة العياشي، ندوة تطرق فيها إلى كتابه الجديد الذي صدر عن منشورات دار سقراط بعنوان ''نبي العصيان·· عشر سنوات رفقة كاتب ياسين''، وهذا في إطار برنامج الرواية في ضيافة المسرح ''أمسية خوسيه سراماغو'' المبرمجة في الطبعة الثالثة للمسرح الدولي الذي تجري فعالياته ببجاية· استهل صاحب ''نبي العصيان'' ندوته باللقاءات التي جمعته مع كاتب ياسين بالجزائر العاصمة، بينما كان الأخير في تلك الفترة يتنقل بين سيدي بلعباس وبن عكنون بالمركز العائلي، أيام اندلاع أحداث الربيع الأمازيغي سنة 1980·· متطرقا إلى الضغوطات التي تعرض لها كاتب ياسين من طرف السلطة لدرجة أن مسرحية كاتب ياسين كانت ممنوعة من البث في التلفزيون، وتعرض نص مسرحية ''حرب الألفي سنة'' للرقابة من طرف لجنة التحكيم، ومنعت المسرحية بسبب اتهام كاتب ياسين بالجهوية بعد استخدامه في النص عبارة ''الشاوي خويا''، وكذا اتهامه بالدعوة للشعوذة بعد استخدامه لأغنية شعبية بعنوان ''يا بوطيبة داوي حالي راني مضرور''· وفي هذا الصدد، كشف احميدة العياشي عن معلومات جريئة تفيد بوجود ثلاثة أسماء أدبية فاعلة كانت تشكّل لجنة القراءة التي منعت النص المسرحي لكاتب ياسين، وهم رئيس لجنة القراءة عبد الحميد بن هدوفة، والإعلامي مرزاق بقطاش، والشاعر الإعلامي عبد العالي رزاقي· وتعرض العياشي أيضا في شهادته حول كاتب إلى المضايقات التي مورست في حق كاتب ياسين نظرا لمواقفه الجريئة والشجاعة والرافضة لكل أنواع المساومة، حيث أكد أن الدكتور طالب الإبراهيمي قام بحملة شرسة ضد كاتب ياسين، والشيء نفسه فعله الإخوان المسلمين الذين نشروا مقالا بمجلة الإرشاد التابعة لحزب ''حمس'' بعد عقدهم لتحالف مع طالب الإبراهيمي يطالبون بعدم دفن جثة كاتب ياسين بتراب الجزائر· وأضاف إن ياسين راح ضحية التعسف الإداري، مشيرا إلى أن حتى قسيمة الأفالان بسيدي بلعباس فجّرت حملة ضده· وفي رده على سؤال أحد الحضور حول تخصيص كتابه على شخصية كاتب ياسين، قال أحميدة العياشي ''لم أكن أخطط أبدا في الكتابة عن كاتب ياسين''، مؤكدا أن كتابه عبارة عن لحظات من تاريخ كاتب ياسين كشخصية مسرحية وأدبية، والتطرق إلى بعض الأسرار الشائكة في حياته ومشواره التي سادها الجدل، وقال إن هدفه من الكتابة على كاتب ياسين هو إظهار تجربته في المسرح الشعبي ''كان يحب المسرح الشعبي لأنه يوصل الرسالة''، وإبراز الجانب الإنساني له والتواضع والبساطة وطريقة فهمه ونظرته للأشياء، وكذا ارتباط ياسين بالجماعة ''كل هذه الأمور دفعتني لأنجز هذا الكتاب''· وفي سياق متصل، أكد احميدة العياشي أن كاتب ياسين لم يكن يوما متحزبا وتحدى أي كان أن يقدم له دلائل تثبت ذلك، وكشف أن كاتب ياسين كان معروفا عنه أنه رجل سياسي حر ومستقل، مشيرا أن ياسين كان يساريا لكن لم ينخرط في أي حزب، ونفى أن يكون منخرطا في حزب ''الباكس'' مثلما يروّج له الكثيرون، مضيفا إن ''كاتب ياسين لم يكن لينيني ولا مركسي بالمعنى الكلاسيكي، لكنه كان يساريا ومستقلا حزبيا''· هذا، ولم يفوت احميدة العياشي الفرصة للتطرق أيضا إلى قضية مقتل الطالب كمال أمزال يوم 2 نوفمبر 1982 ببن عكنون، وصحح في هذا الصدد معلومة نشرها في كتابه الأخير، حيث قال إن قاتل كمال أمزال استفاد من عفو الرئيس الشاذلي بن جديد بعدما قضى 8 أشهر بالسجن، وأنه حاليا تاجرا كبيرا بالجزائر العاصمة، بينما الذي التحق بالجبل هو شقيق له وليس هو مثلما ذكر في الكتاب· من جهة مقابلة، فجّر احميدة العياشي خلال هذه الندوة قنبلة من العيار الثقيل عن شخصية ''مولود آيت بلقاسم'' الذي كان وزيرا للشؤون الدينية، وقال إنه تربطه علاقة طيبة مع كاتب ياسين، وكشف أنه في إحدى الأيام قدِم الوزير لزيارة كاتب ياسين، وجلب له هدية تتمثل في قارورة ''ويسكي''· هذا، وكشف احميدة العياشي أن كتاب ''نبي العصيان'' سيصدر باللغة الفرنسية شهر نوفمبر المقبل عن منشورات دار سقراط، وترجمة الصحفية والكاتبة صارة حيدر، وهذا بهدف منح الفرصة للقراء الفرنكوفونيين للإطلاع على هذه الشهادة التي حصرها في عشر سنوات مع كاتب ياسين·